في صحيفة “الغارديان” كتبت نسرين مالك أن “الاعترافات الأخيرة تشكل خطوة مهمة، لكنها تظل قاصرة أمام حجم الفظائع التي ارتكبت في غزة من قتل وتجويع وجرائم حرب، ورأت أن الفلسطينيين بحاجة لدعم ملموس لا يقتصر على التصريحات السياسية”.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsend of list
وأكدت الكاتبة أن كلمات رئيس الوزراء البريطاني وغيره من القادة بدت محدودة أمام معاناة الفلسطينيين، معتبرة أن الاكتفاء بالاعتراف الرمزي لن يغير واقعهم ما لم تتبعه خطوات عملية تضع حدا للمأساة الإنسانية في القطاع.
وفي “نيويورك تايمز” كتب مصطفى البرغوثي -رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية- أن “الاعترافات الدولية تظل بلا أثر فعلي إن لم تُترجم إلى إجراءات توقف الحرب وتواجه سياسة التجويع والتهجير التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين”.
وشدد البرغوثي على أن “إسرائيل تعمل منذ عقود على ترسيخ نظام فصل عنصري ودفن حل الدولتين، مؤكدا أن السلام لن يتحقق عبر المؤتمرات والبيانات، بل بضغط دولي حقيقي يشمل العقوبات وحظر السلاح ومحاسبة إسرائيل”.
وأضاف أن “الشعب الفلسطيني يستحق دعما مماثلا لما قدم للعالم في مواجهة نظام الفصل العنصري بجنوب أفريقيا، وأن الأمن في المنطقة لن يتحقق ما لم تُعالج جذور الظلم ويُضمن حق الفلسطينيين في الحرية وتقرير المصير”.
اعتراف مختلف
بينما رأت صحيفة لوموند الفرنسية أن الاعتراف البريطاني يحمل بعدا تاريخيا خاصا، كونه يصدر عن دولة شكلت وعد بلفور منطلقا لتأسيس إسرائيل، ولطالما اشترطت أن يكون الاعتراف بفلسطين نتيجة لمفاوضات سلام، واعتبرت أن هذه الخطوة تمثل تحولا لافتا.
وأضافت الصحيفة أن القرار البريطاني أثار نقاشات داخلية، خصوصا لدى الجناح اليساري في حزب العمال الحاكم، الذي بدأ يطالب الحكومة بالذهاب أبعد من ذلك عبر الاعتراف بارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة، وهو تطور يعكس تبدلا في المزاج السياسي البريطاني.
أما ليبراسيون الفرنسية فرأت أن الاعتراف الفرنسي ومعه خطوات دول أخرى يأتي في إطار تعطيل إستراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تهدف لإفشال حل الدولتين وجر المنطقة إلى حرب مفتوحة بلا أفق.
وأوضحت الصحيفة أن مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أقنعت دولا مثل اليابان وأستراليا وسنغافورة بالانضمام، مشيرة إلى أن الفلسطينيين يواجهون خطرا مزدوجا في الضفة الغربية يتمثل في الجيش الإسرائيلي والمستوطنين الذين يسعون لانتزاع أراضيهم.
بداية حرب طويلة
وحذرت ليبراسيون من أن انتصار المستوطنين لن يكون نهاية الصراع، بل بداية حرب طويلة، إذ سيواصل الفلسطينيون القتال من أجل أرضهم وكرامتهم وتاريخهم، وهو ما يهدد بإطالة أمد العنف لسنوات مقبلة.
وركزت “وول ستريت جورنال” على القلق العربي والدولي من خطط ضم الضفة الغربية، مشيرة إلى أن دولا عربية بعثت برسائل سرية تحذر إسرائيل من أن أي خطوة في هذا الاتجاه ستقابل بخفض مستوى العلاقات.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الموقف ترافق مع حذر أميركي بشأن تبعات الضم على اتفاقات السلام، رغم استمرار الدعم التقليدي الذي تحظى به الحكومة الإسرائيلية في واشنطن.
وفي سياق مغاير، تناولت يديعوت أحرونوت التهديدات الأمنية المتصاعدة، محذرة من خطورة انتقال الأسلحة الكورية الشمالية إلى الشرق الأوسط عبر تحالف مع روسيا والصين وإيران وحزب الله، وهو ما يتطلب -وفق الصحيفة- إعادة صياغة العقيدة الأمنية الإسرائيلية.
واعتبرت أن بيونغ يانغ لم تعد مجرد ترسانة عسكرية، بل مختبرا يكتسب خبرة عملية في أوكرانيا عبر تزويد روسيا بملايين القذائف والصواريخ، ما يمنحها قدرات متقدمة تهدد أمن إسرائيل بشكل مباشر وغير مسبوق.