• Home  
  • صحفيو غزة.. فرحة الخبر المنتظر منذ عامين وانبعاث الأحزان المؤجلة
- إعلام - غزة

صحفيو غزة.. فرحة الخبر المنتظر منذ عامين وانبعاث الأحزان المؤجلة

“خلّصت الحرب”.. كلمتان صدح بهما صحفيون في غزة عند ساعات الفجر، عسى أن يبلّغوا أهالي المدينة المنكوبة، البشرى المنتظرة، في ظل تعذّر وصول معظمهم إلى الإنترنت لمعرفة خبر وقف إطلاق النار. هكذا يحقق الصحفيون إحدى أبرز أحلامهم طوال عامين، بأن يبثوا خبر انتهاء الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل بلا هوادة، وحصدت أرواح أكثر من 67 […]

هكذا يحقق الصحفيون إحدى أبرز أحلامهم طوال عامين، بأن يبثوا خبر انتهاء الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل بلا هوادة، وحصدت أرواح أكثر من 67 ألف غزي، كانوا يتوقون لأن يعيشوا هذه اللحظات.

لكن ووسط الفرح العارم الذي عبر عنه صحفيون بخلع ستراتهم الصحفية والسجود شكرا لله، انبعثت أحزان مؤجلة جراء الفقد الكبير بين الجسم الصحفي الذي واصل مهمته منذ أول يوم دون انقطاع.

وقد سجل المكتب الإعلامي الحكومي في غزة استشهاد 254 صحفيا، قضوا وهم يمنّون أنفسهم بأن يبلغوا هذا الوقت، ويعودوا إلى أسرهم وأحبائهم، ويواصلوا تطلعاتهم وأحلامهم، لقد استمروا وقدموا تضحيات عظيمة رغم المقتلة الكبرى، التي وصفتها مؤسسات صحفية دولية بالحرب الأشد فتكا بالصحفيين.

واختزلت الصحفية يافا أبو عكر هذه الحالة، حين قالت في منشور مؤثر لها على موقع فيسبوك “الآن أنا داخل خيمة الصحفيين، والله كلّها دموع وانهيار وبكاء لا يتوقف”.

وأضافت أبو عكر “نبكي زملاءنا وزميلاتنا، نبكي مريم التي كانت معنا واليوم نفتقدها، نبكي محمد ومحمد يبكينا، نبكي أنس، حسن وسليمان، وإسماعيل وأحمد، وإبراهيم، وكل من رحلوا عنّا”.

كما نقلت مأساة زميلتها هلا عصفور، وهي خطيبة الشهيد مصور نيوز عربي محمد سلامة، الذي حرمتهما إسرائيل من إتمام زواجهما قبيل أيام من موعده، قائلة “حبيبة الروح (هلا) تبكي حبيبها ورفيق دربها، ولا نعلم كيف نُداوي قلبها المجروح”.

وفي كلمات تقطر أسى، كتبت هلا “في هدنة مضت، جاءني محمد أول المارين إلى قلبي، طلب أن أخلع عنه السترة والدرع، ثم أسند رأسه على كتفي وقال بابتسامة تعبُر الحرب أخيرا سنتزوج”.

وأضافت في منشورها “اليوم جاءت الهدنة من جديد، لكن محمد لم يأتِ بعد” ثم دعت “يا رب، هذا قلبي الصغير الذي أثقله الفقد، وهذا حزني العظيم الذي لا يهدأ، وهؤلاء أهلي وناسي الذين لا يعرفون سوى الصبر، اكتب لنا يا الله فرحا يشبه الذين رحلوا، وفرجا يُضيء هذا العتم الطويل⁩⁩”.

وتنسحب حالة الأحزان التي تأججت لدى “هلا” بعد هدوء صوت الحرب، على مئات الصحفيين الغزيين، الذين تتنافس حكاياتهم بمقدار الألم الذي تنزفه كل حكاية.

وتقول الصحفية أبو عكر في منشورها “كل صحفي وصحفية هنا حملوا حربين على أكتافهم، سنتين من الألم، والوجع، والكتمان.. لا يعلم به إلا الله”، مضيفة “اليوم فُتح العزاء وفُتحت الجروح معا، طبطبوا على قلوب بعضكم، فالقلوب في غزة لم تعد تحتمل”.

ولا شك أن الصحفيين يعبرون عن بالغ سعادتهم بهذا اليوم، الذي يخلو من أصوات القصف الإسرائيلي وصيحات المنكوبين، لكن سرعان ما يستحضرون أحزانا لم يُتح الوقت للتعبير عنها.

وكان أحد الذين افتقده الصحفيون فور الإعلان عن وقف إطلاق النار، مراسل نيوز عربي الشهيد أنس الشريف، ورفاقه، حيث أخذوا يكتبون عن فرحتهم المنقوصة من دونهم، ومقدار اشتياقهم له، وأمنياتهم التي بددها الاحتلال بأن يبث الشريف مثل هذا الخبر للناس ويخلع سترته، تماما كما فعل في الهدنة السابقة مطلع العام الحالي.

لكن ومع كل صفحات الألم التي أعيد فتحها، ظل التأكيد على أداء الصحفيين واجبهم حتى اللحظة الأخيرة، أمرا ثابتا في منشورات عموم الغزيين والمتابعين، الذين خصّوهم بكلمات الشكر والامتنان والثناء الكبير.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678