نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدرين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن نتائج الهجوم على الوفد المفاوض في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالدوحة تبدو غير جيدة معربيْن عن عدم تفاؤلهما بنتائج الهجوم.
وقال المصدران إنّ ثمة شكوكا بشأن نتائج الهجوم أمس الثلاثاء في قطر.
بدروها نقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن مصادر بالمؤسسة الأمنية أن هناك من بدأ يُظهر تفاؤلا أقل حيال نجاح الهجوم بالدوحة.
وقالت هذه المصادر إنه يجب التعامل بتحفظ مع بيانات حركة حماس، ولكن ثمة احتمال بأن قادتها نجوا.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قالت في وقت سابق إن رؤساء الأركان والموساد والاستخبارات العسكرية تحفظوا على عملية اغتيال قادة حماس في الدوحة.
وذكرت هيئة البث أن جهات في الفريق الإسرائيلي المفاوض عارضت الهجوم على قطر، وقالت إنه لا يزال هناك ما يمكن استخلاصه من المحادثات.
من جهتها قالت القناة 12 الإسرائيلية إن الموساد عارض اغتيال قادة حماس في الدوحة ولم يكن شريكا في العملية.
يشار إلى أن حركة حماس أعلنت أن قياداتها نجت من محاولة الاغتيال الإسرائيلية، لكنها قالت إن الهجوم خلّف عددا من الشهداء منهم نجل القيادي خليل الحية ومدير مكتبه وعنصر بقوة الأمن الداخلي القطري.
“فرصة عملياتية”
وقد علّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الهجوم بقوله أمس “إن اليوم كان فرصة عملياتية لاستهداف قادة حماس”، وإنه وجّه بهذا الهجوم بالاشتراك مع وزير الدفاع، وإن الجيش والمؤسسة الأمنية قاما بتنفيذ ذلك بشكل دقيق.
وأضاف في مؤتمر صحفي أنه لا حصانة لأعداء إسرائيل في أي مكان، مؤكدا أن من تم استهدافهم بادروا ونظموا واحتفلوا بأحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومشيرا إلى أنه يعمل على تنفيذ تعهده بأن أحدا من منفذي الهجوم لن ينجو.
وأكد نتنياهو -المطلوب للجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة- أن إسرائيل في ذروة معركة للقضاء على حماس، وأشار إلى أن الحرب يمكن أن تنتهي وأن اسرائيل وافقت على المبادئ التي وضعها الرئيس ترامب لوقف الحرب، على حد زعمه.
كما أكد في بيان صادر عن مكتبه أمس الثلاثاء أن العملية “ضد كبار قادة حماس الإرهابيين كانت.. إسرائيلية مستقلة بالكامل”، مضيفا “إسرائيل بادرت إليها، إسرائيل نفذتها، وإسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عنها”.
وفي إطار متصل، قالت عيناف تسانغاوكر والدة الأسير الإسرائيلي في غزة متان تسانغاوكر إنها ترتجف خوفا عقب محاولة اغتيال قادة حماس في الدوحة. وأكدت أن نتنياهو يصر على تفجير كل فرصة لإبرام صفقة تبادل، ودعت لإنهاء الحرب وإعادة جميع الأسرى.
صلف وعنجهية
وفي هذا الصدد، قال الخبير الأمني والعسكري أسامة خالد، في حديثه للجزيرة نت، إنه إذا كان المقصود من جهة المبادرة والمغامرة والإطباق على الهدف ودقة الوصول له، فإن المستوى السياسي الإسرائيلي وعلى رأسه نتنياهو يتمتعون بهذا النوع من الاستقلالية المبنية على المغامرة، مصحوبة بصلف وعنجهية كبيرة، وبالتالي فإن أميركا قد تكون فعلاً ليست في التفاصيل العملياتية.
وأشار الخبير العسكري إلى أن هذا النهج يعكس طبيعة القرار السياسي الإسرائيلي الذي يتسم أحيانًا بالجرأة المفرطة، مما قد يضع واشنطن في موقع المراقب من دون معرفة جميع التفاصيل العملياتية.
أميركا تؤيد
من جهته، يرى المحاضر بقسم العلوم السياسية بجامعة إسطنبول ميديبول محمود الرنتيسي، أن واشنطن كان بوسعها منع الهجوم الأخير، سواء أعلمت به في وقت مبكر أو متأخر، لكن عدم تدخلها يثبت أنها كانت تؤيد تنفيذه.
وأوضح في حديثه للجزيرة نت، أن هناك تجربة سابقة خلال حرب الاثني عشر يوما بين إسرائيل وإيران، حين حاولت حكومة الاحتلال تنفيذ ضربة تنهي المعركة بعد التوصل إلى تفاهمات عبر واشنطن لإنهاء الحرب، حيث أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليمات مباشرة إلى نتنياهو بإعادة الطائرات التي كانت متجهة لتنفيذ القصف، وبالفعل عادت الطائرات، وتباهى ترامب حينها بأنه هو من أمر نتنياهو بإيقاف العملية مُظهرا قدرته على التحكم حتى في القرار العسكري الإسرائيلي، بحسب رأي المحلل السياسي.
ورجح الرنتيسي أن تكون التصريحات الأميركية التي تصدر حاليا بعد تقييم نتائج العملية محاولة للتنصل من مسؤولية الفشل الذي نجم عنها.