وتتبع الألكسو، التي يقع مقرها في تونس، جامعة الدول العربية، وهي تُعنى بتطوير وتنسيق الأنشطة المتعلقة بالتربية والثقافة والعلوم في العالم العربي. وكانت قد أعلنت في يوليو/تموز إدراج هذه الصهاريج ضمن الدفعة الأولى في سجل التراث العمراني العربي.
تقول هيفاء مكاوي، أستاذة الآثار والحضارة الإسلامية في جامعة عدن، إن هذه الصهاريج، التي تعكس براعة راسخة منذ قرون في إدارة المياه، تقع في قلب مدينة عدن وكانت تلبي احتياجات سكان المدينة والسفن العابرة.
وأضافت لرويترز: “ارتبطت أهمية هذه الصهاريج بتزويد المياه للسكان وللسفن. وأيضًا كانت لها أهمية في حماية مدينة عدن من الفيضانات التي كانت تحدثها الأمطار الغزيرة المتساقطة على المدينة”.
ولا يزال هذا الموقع التاريخي يجذب الزوار والباحثين على حد سواء.
وقالت هيفاء: “لدينا تقرير الليفتنانت (رتبة عسكرية) البريطاني السير روبرت لامبرت بلايفير الذي يفيد، أن عدد صهاريج عدن كان يبلغ نحو 50 صهريجًا، لكن بعد أعمال الحفر والتنظيف، لم يتبقَ أمامنا الآن سوى 18 صهريجًا موجودة في منظومة الصهاريج الطويلة فقط”.
وعزز إدراج الألكسو الصهاريج الطويلة في الآونة الأخيرة شعور الفخر بالموروث الثقافي في اليمن، وأحيا آمالًا في أن يحظى الموقع باهتمام دولي.
وقال أنيس الخراز، أحد زوار الصهاريج: “دائمًا نسمع عن عظمة الإنسان اليمني، ولكن إذا أردنا أن نرى عظمة الإنسان اليمني، فيجب أن نزور المعالم الأثرية لكي تُظهر لنا كيف كان أجدادنا، وكيف كان أولئك الذين استطاعوا أن يفتحوا مشارق الأرض ومغاربها. ما فتحوها إلا بعظمتهم، وما شيّدوا هذه الصهاريج إلا بعظمتهم”.