وكانت وزارة السياحة والآثار أعلنت -الأربعاء- البحث عن القطعة عقب اختفائها من معمل الترميم في المتحف المصري بالقاهرة، مشيرة إلى أنه سوار ذهبي مُرصّع بخرزة كروية من اللازورد ويعود تاريخه إلى عهد الملك أمنمؤوبي، فرعون الأسرة الـ21 (1070-945 قبل الميلاد).
وحسب وسائل إعلام محلية، لوحظ أن القطعة مفقودة قبل أيام في أثناء جرد القطع في المتحف قبل معرض “كنوز الفراعنة” المقررة إقامته في روما نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وأظهر التحقيق أن السوار سُرق من المتحف وبيع إلى وسطاء مختلفين و”تم صهره مع مجوهرات أخرى”، حسب بيان لوزارة الداخلية.
وأظهرت لقطات من كاميرات المراقبة -نشرتها السلطات- سوارا يُباع في متجر مقابل رزمة من النقود، ثم يُقطع إلى نصفين من قِبل المشتري. في هذه الصور غير الواضحة، بدا أن الخرزة الكروية التي ظهرت في لقطات نشرتها السلطات في اليوم السابق، لم تعد موجودة.
وزارة السياحة والآثار المصرية تحيل واقعة اختفاء أسورة ذهبية نادرة من مخازن المتحف المصري إلى التحقيق.#نيوز عربي_مباشر #مصر pic.twitter.com/osqnGrs0HS
— نيوز عربي مباشر (@ajmubasher) September 17, 2025
ووفقا لبيان الداخلية، “فقد قامت الموظفة المذكورة بسرقة السوار الأثري خلال وجودها بمقر عملها بالمتحف في التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري، وقامت بالتواصل مع أحد التجار من معارفها، وهو صاحب محل فضيات في حي السيدة زينب بالقاهرة، الذي باعه لمالك ورشة ذهب بحي الصاغة مقابل مبلغ 180 ألف جنيه (نحو 3100 يورو) إلا أن الأخير باع السوار لعامل بمسبك ذهب مقابل مبلغ 194 ألف جنيه (نحو 3400 يورو) وقام بصهره ضمن مصوغات أخرى لإعادة تشكيلها”.
واعترف الأربعة بالسرقة بعد توقيفهم وتم ضبط الأموال، وفق المصدر ذاته.
ينص القانون المصري على عقوبة بالسجن تصل إلى 7 سنوات وغرامة بمليون جنيه (نحو 35 ألف يورو) في تهمة إتلاف الآثار. ويُعاقب على سرقة الآثار بغرض التهريب بالسجن المؤبد.
وأوضح عالم المصريات جان غيوم أوليت بيليتييه أن السوار اكتُشف في “تانيس” (صان الحجر) بشرق دلتا النيل خلال أعمال تنقيب أثرية في مقبرة الملك بسوسنس الأول، حيث أُعيد دفن الملك أمنمؤوبي بعد نهب مقبرته الأصلية.
وقال الخبير الذي عمل في “تانيس” -لوكالة فرانس برس- إن هذه القطعة “ليست الأجمل لكنها من الناحية العلمية من أكثر القطع إثارة للاهتمام”.
كشف ملابسات ما تبلغ لوزارة الداخلية بتاريخ 13 الجارى من كلٍ من (وكيل المتحف المصرى، أخصائى ترميم بالمتحف) لإكتشافهما إختفاء أسورة ذهبية “تعود للعصر المتأخر” من داخل خزينة حديدية بمعمل الترميم داخل المتحف.
فقد أسفرت التحريات عن أن مرتكبة الواقعة (أخصائية ترميم بالمتحف المصرى)،… pic.twitter.com/SYh2WzwsDd— وزارة الداخلية (@moiegy) September 18, 2025
وأشار إلى أن تصميم السوار بسيط نسبيا، لكنه مصنوع من سبيكة ذهبية مصممة لمقاومة التشوه. ولفت إلى أن الذهب يُمثل “جسد الآلهة”، بينما يُشبه اللازورد، المستورد من أفغانستان الحالية، شعر الآلهة.
يضم المتحف المصري في القاهرة، المشيد في أوائل القرن الـ20 بميدان التحرير، 170 ألف قطعة أثرية ثمينة بينها القناع الجنائزي الذهبي للملك أمنمؤوبي.
وتعد سرقة القطع الأثرية وتهريبها أمرا شائعا.
وفي أغسطس/آب الماضي، حُكم على الطبيب المصري السابق أشرف عمر الضرير بالسجن 6 أشهر في الولايات المتحدة بتهمة تهريب مئات القطع الأثرية المصري إلى الولايات المتحدة، وفقا لصحيفة “ذي آرت نيوزبيبر”. وأُوقف الرجل -البالغ من العمر 50 عاما- لدى وصوله إلى مطار نيويورك وبحوزته حقائب تحوي أكثر من 600 قطعة تبلغ قيمتها 82 ألف دولار (نحو 70 ألف يورو)، وفقا لصحيفة “يو إس إيه توداي”.
وأتت عملية السرقة في المتحف المصري بالقاهرة، وهو من أقدم المتاحف وأكثرها استقطابا للزوار في البلاد، قبل نحو شهر من الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير الجديد في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.