• Home  
  • زيمبابوي تبدأ خطوة للمصالحة بصرف تعويضات للمزارعين البيض
- افريقيا

زيمبابوي تبدأ خطوة للمصالحة بصرف تعويضات للمزارعين البيض

نيوز عربي | زيمبابوي تبدأ صرف تعويضات لمزارعي الأراضي المتضررين من إصلاحات موغابي في خطوة وصفت بأنها مفصلية في مسار العدالة الانتقالية، أعلنت حكومة زيمبابوي عن صرف أول دفعة من تعويضات طال انتظارها للمزارعين البيض الذين فقدوا أراضيهم خلال برنامج إصلاح الأراضي الذي أطلقه الرئيس الراحل روبرت موغابي في بداية الألفية. وحسب تصريحات رسمية نقلتها […]

988998 1744533607

نيوز عربي | زيمبابوي تبدأ صرف تعويضات لمزارعي الأراضي المتضررين من إصلاحات موغابي

في خطوة وصفت بأنها مفصلية في مسار العدالة الانتقالية، أعلنت حكومة زيمبابوي عن صرف أول دفعة من تعويضات طال انتظارها للمزارعين البيض الذين فقدوا أراضيهم خلال برنامج إصلاح الأراضي الذي أطلقه الرئيس الراحل روبرت موغابي في بداية الألفية.

وحسب تصريحات رسمية نقلتها وسائل الإعلام المحلية والدولية، فإن قيمة هذه الدفعة بلغت 3 ملايين دولار أميركي، تم توزيعها على 21 مزارعًا، معظمهم من كبار السن. وتشكل هذه الدفعة جزءًا من خطة شاملة تهدف إلى تعويض نحو 4 آلاف مزارع أبيض جُرّدوا من ممتلكاتهم خلال العقدين الماضيين، في إطار إصلاحات الأراضي التي بدأت في عام 2000 وأثارت جدلاً كبيرًا على المستوى الدولي.

خلفية عن برنامج إصلاح الأراضي في زيمبابوي

بدأ برنامج إصلاح الأراضي في زيمبابوي عام 2000 عندما قررت حكومة موغابي استعادة الأراضي الزراعية من المزارعين البيض، بدعوى تصحيح اختلالات تاريخية وتوزيع الأراضي بشكل عادل بين السكان المحليين. إلا أن هذا البرنامج خلف تبعات اقتصادية واجتماعية كبيرة، شملت الاستيلاء على الأراضي، الاضطرابات الاقتصادية، و الانخفاض الكبير في الإنتاج الزراعي.

President-elect Emmerson Mnangagwa steps onto the lawn to pose for photographs after attending a press conference on August 3, 2018 in Harare, Zimbabwe. Zimbabwe Electoral Commission (ZEC) officials last night announced the re-election of President Emmerson Mnangagwa of the ruling Zimbabwe African National Union - Patriotic Front (ZANU-PF). The election was the first since Robert Mugabe was ousted in a military coup last year, and featured a close race between Mnangagwa and opposition candidate Nelson Chamisa of the Movement for Democratic Change (MDC Alliance). Deadly clashes broke out earlier in the week following the release of parliamentary election results, amid allegations of fraud by Chamisa and MDC supporters. (Photo by Dan Kitwood/Getty Images)
رئيس زيمبابوي إيمرسون منانغاغوا قرر المضي قدما في برنامج تعويضات البيض تنفيذا لاتفاق عقد عام 2000 (غيتي)

وتأتي هذه الخطوة تنفيذًا لاتفاق أُبرم عام 2020 بين الحكومة وممثلي المزارعين البيض، ينصّ على دفع تعويضات إجمالية تُقدّر بـ3.5 مليار دولار تُصرف على مراحل، بناء على تقييمات مستقلة لقيمة الممتلكات المصادرة.

وأكد وزير المالية الزيمبابوي، مثولي نكوبي، أن هذه المبادرة تُجسّد “التزام الحكومة بتحقيق العدالة دون المساس بالمكاسب المتحققة في إطار إعادة توزيع الأراضي”.

تصميم خاص خريطة زيمبابوي
خريطة زيمبابوي (الجزيرة)

وكان برنامج إصلاح الأراضي الذي أطلقه موغابي عام 2000 قد هدف إلى تصحيح إرث الاستعمار من خلال سحب المزارع من آلاف المزارعين البيض وتسليمها لمواطنين سود من دون تعويض.

غير أن هذه السياسة أدّت إلى انهيار كبير في الإنتاج الزراعي، وتسببت في أزمة اقتصادية خانقة ما زالت البلاد تكافح تداعياتها حتى اليوم.

ورغم أن الإدارة الحالية بقيادة الرئيس إيمرسون منانغاغوا لم تُبدِ أي نية لإعادة الأراضي المصادرة إلى أصحابها، فإنها تسعى من خلال هذا البرنامج إلى طيّ صفحة هذا الملف وبناء جسور من الثقة مع المجتمع الدولي، ولا سيما الدول الغربية التي ربطت رفع العقوبات عن زيمبابوي بإحراز تقدم ملموس في ملفات حقوق الإنسان وسيادة القانون.

ويُعد صرف الدفعة الأولى مؤشرًا على بداية مرحلة جديدة من المصالحة الوطنية، رغم التحديات المرتبطة بتأمين التمويل الكامل للبرنامج.

فقد أنشأت وزارة المالية صندوقًا خاصًا للتعويضات بدعم من شركاء دوليين، غير أن مراقبين حذّروا من أن تأخر الدفعات أو غياب الشفافية قد يُهدد بنسف المشروع برمته.

من جهتهم، أعرب عدد من المستفيدين من هذه الدفعة عن امتنانهم، مع التشديد على ضرورة أن تشمل عملية التعويض جميع المتضررين من حملة المصادرة، بمن في ذلك من هاجروا إلى خارج البلاد أو فقدوا ممتلكاتهم من دون أي تعويض منذ أكثر من عقدين.

وبينما ترى الحكومة في هذه المبادرة وسيلة لجذب الاستثمارات الأجنبية وتحسين مناخ الأعمال، يرى بعض المراقبين أنها تمثل أيضًا اعترافًا ضمنيًا بفشل السياسات الاقتصادية التي رافقت عملية إعادة توزيع الأراضي، خاصة أن مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية تُركت من دون استغلال فعّال.

وفي ظل هذه المعطيات، تبقى الأنظار موجّهة نحو قدرة حكومة زيمبابوي على الوفاء بتعهداتها الطويلة الأمد، وسط أزمة اقتصادية حادة وموارد محدودة.

فهل ستكون هذه الخطوة بداية حقيقية لعدالة انتقالية شاملة، أم مجرّد محاولة لاحتواء الضغوط الداخلية وإرضاء الشركاء الدوليين؟

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678