كشفت 3 مصادر في قطاع النفط لوكالة رويترز أن شركة ترانسنفت، التي تحتكر تشغيل شبكة أنابيب النفط الروسية، حذرت المنتجين من احتمال اضطرارهم إلى خفض الإنتاج نتيجة الهجمات المتكررة بطائرات مسيّرة أوكرانية التي طالت موانئ ومصافي حيوية.
وفي بيان رسمي، نفت الشركة هذه الأنباء ووصفتها بأنها “كاذبة” وتهدف إلى تشويه سمعتها في إطار ما اعتبرته “حرب معلومات يشنها الغرب على روسيا”.
هجمات مسيّرة وضغوط على البنية التحتية
ومنذ أغسطس/آب الماضي كثّفت كييف هجماتها على منشآت الطاقة الروسية، إذ أصابت ما لا يقل عن 10 مصافٍ نفطية، ما أدى في إحدى المراحل إلى خفض قدرة روسيا على التكرير بنسبة تقارب 20%، فضلا عن أضرار بمينائي أوست لوجا وبريمورسك على بحر البلطيق.
ويعد ميناء بريمورسك، الذي استهدف لأول مرة منذ اندلاع الحرب عام 2022، الأكبر في روسيا بطاقة تصديرية تفوق مليون برميل يوميا (أكثر من 10% من إنتاج البلاد).
وقالت مصادر قريبة من شركات النفط إن ترانسنفت قيدت في الأيام الماضية قدرة المنتجين على تخزين الخام ضمن شبكتها، محذرة من أنها “قد تضطر إلى قبول كميات أقل” إذا تعرضت بنيتها لمزيد من الأضرار.
أهمية إستراتيجية وعوائد متراجعة
ولطالما شكّلت عائدات النفط والغاز بين ثلث ونصف الميزانية الروسية خلال العقد الماضي، ما يجعل القطاع شريان تمويل أساسيا للكرملين.
ورغم تأكيد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الغارات “ألحقت أضرارا جسيمة بالبنية النفطية الروسية” واصفا إياها بـ”العقوبات الأسرع تأثيرا”، لم تكشف موسكو علنا عن حجم الخسائر.
وبحسب المصادر، فإن هذه الهجمات قد تدفع روسيا -التي تمثل 9% من إنتاج النفط العالمي- إلى خفض إنتاجها فعليا، خاصة في ظل محدودية قدراتها التخزينية مقارنة بدول مثل السعودية.
توازنات أوبك بلس والتحديات المقبلة
وتأتي هذه التطورات بينما تعمل منظمة أوبك بلس، التي تضم روسيا، على زيادة الإنتاج منذ أبريل/نيسان الماضي بعد سنوات من التخفيضات.
ووفق أحدث اتفاق، كان من المقرر أن ترتفع حصة إنتاج روسيا في سبتمبر/أيلول الجاري إلى 9 ملايين و449 ألف برميل يوميا مقارنة بـ9 ملايين و344 ألف برميل يوميا في أغسطس/آب.
لكن استمرار استهداف الموانئ والبنى التحتية قد يعرقل التزامات موسكو ضمن المنظمة، ويضع سوق النفط العالمي أمام مزيد من التقلبات.