دراسة أمريكية: بعثة “المينورسو” فقدت فعاليتها والحل يكمن في تطبيق الحكم الذاتي

أصدر المجلس الأطلسي، وهو مركز تفكير أمريكي بارز، دراسة حديثة حول بعثة الأمم المتحدة في الصحراء المغربية المعروفة بـ”المينورسو“. وتساءلت الدراسة عن جدوى استمرار هذه البعثة، مشيرة إلى ضرورة التحول نحو تطبيق الحكم الذاتي كحل عملي وواقعي.

بعثة بلا أثر فعلي منذ ثلاثة عقود

أكدت الدراسة أن المينورسو، رغم مراقبتها وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو منذ نحو 35 عامًا، ليست بعثة حفظ سلام فعالة. واعتبرت أن دورها يقتصر على المراقبة الشكلية دون تدخل حقيقي، ما يكرّس الجمود السياسي في المنطقة.

خداع واحتجاز وصراعات معقدة

أشارت الورقة إلى أن البعثة فشلت في أداء مهامها. فقد خدعت الشعب الصحراوي، وروّجت لثقافة التسيّب، وساهمت في احتجاز آلاف المدنيين داخل حسابات سياسية معقدة. وبحسب الدراسة، لم يعد بإمكان الصحراويين تحمل عقود إضافية من الانتظار.

دعوة أمريكية لإنهاء البعثة

قالت الباحثة سارة زعيمي، من مركز رفيق الحريري التابع للمجلس الأطلسي، إن الوقت حان لإنهاء المينورسو. وأضافت أن تفكيكها هو الخطوة الضرورية لانطلاق خطة الحكم الذاتي، خصوصًا مع تصاعد دعم المجتمع الدولي لموقف المغرب.

دعم واشنطن يعزز موقف الرباط

توقفت الدراسة عند زيارة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى واشنطن في 8 أبريل. وأوضحت أنه التقى مسؤولين أمريكيين بارزين، مثل ماركو روبيو ومايك والتز، في إطار تعزيز الموقف المغربي.

وأشارت زعيمي إلى أن المغرب جاء بمهمة واضحة: تثبيت دعم إدارة ترامب لسيادة المغرب على صحرائه. وقد تلقى وفد الرباط ردًا إيجابيًا، يعكس استمرار هذا التوجه.

فشل الاستفتاء واستمرار الشلل

تذكّر الدراسة أن بعثة المينورسو تأسست سنة 1991، بهدف تنظيم استفتاء يحدد مصير الصحراء. إلا أن هذا الهدف لم يتحقق. وعلى مدار العقود، اكتفت البعثة بالحفاظ على حالة الشلل، دون أي تقدم ملموس.

تقاعس في الأزمات الميدانية

لفتت الدراسة إلى أن موظفي البعثة ظلوا متفرجين، حتى خلال أحداث مهمة مثل تدخل المغرب في معبر الكركرات سنة 2020. هذا التدخل أعاد فتح طريق التجارة مع موريتانيا، لكن المينورسو لم يكن لها أي دور فاعل.

فساد في توزيع المساعدات

تناولت الدراسة أيضًا قضية المساعدات الإنسانية في مخيمات تندوف بالجزائر. وأكدت وجود أدلة على تحويل كميات منها إلى الأسواق، خاصة في نواذيبو الموريتانية، ما يطرح تساؤلات حول الشفافية والرقابة.

نهاية أوهام الاستفتاء

خلصت الدراسة إلى أن الاستفتاء لم يعد حلًا عمليًا. وأوضحت أن كثرة الأساطير حول ملف الصحراء تجعل من هذا الخيار غير واقعي. كما بدأت دول كبرى، مثل الولايات المتحدة، تفهم أن الحكم الذاتي هو الطريق الوحيد القابل للتطبيق.