وحسب نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي (EFFIS)، بلغت المساحات المحترقة حتى يوم 26 أغسطس/آب نحو مليون و28 ألف هكتار (نحو 10 آلاف كيلومتر مربع)، أي ما يفوق مساحة قبرص، متجاوزة الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2017، والذي بلغ نحو 998 ألف هكتار.
وتصدرت إسبانيا والبرتغال قائمة الدول الأكثر تضررا، حيث شكّلتا معا ما يقرب من ثلثي المساحات المحترقة، وأظهرت البيانات ارتفاعا حادا في عدد الحرائق بين 5 و19 أغسطس/آب، وهي الفترة التي تزامنت مع موجة حر استمرت 16 يوما في شبه نيوز عربي الإيبيرية.
وانتهت موجة الحر الأسبوع الماضي، بعد أن أججت حرائق تسببت في مقتل ما لا يقل عن 8 أشخاص في البلدين، وأدت إلى إغلاق طرق وخطوط سكك حديدية.
وحسب البيانات، ما زالت 10 حرائق مشتعلة اليوم الثلاثاء في منطقة قشتالة وليون الإسبانية، حيث تم إجلاء نحو 700 شخص، فيما استمرت الحرائق في مناطق غاليسيا وأستورياس الشمالية.
وفي البرتغال، ساهم انخفاض درجات الحرارة في تخفيف حدة الأزمة، حيث تمت السيطرة على حريق في بيداو استمر 12 يوما، وأُخمد يوم الاثنين، وقد التهم الحريق أكثر من 60 ألف هكتار، ليصبح الأكبر في تاريخ البلاد.
ويؤكد الخبراء أن تغير المناخ يزيد تواتر وشدة حرائق الغابات وموجات الحر والجفاف، فيما تساهم تدابير الوقاية مثل إزالة الغطاء النباتي الجاف في الحد من انتشارها.
ووفق بيانات نظام معلومات الحرائق الأوروبي، أطلقت الحرائق في بلدات الاتحاد هذا العام نحو 38 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو أعلى مستوى منذ بدء التسجيل، ما يضع عام 2025 على مسار تجاوز الرقم القياسي السنوي البالغ 41 مليون طن.
وتشهد أوروبا ارتفاعا في درجات الحرارة بمعدل أسرع بمرتين من المتوسط العالمي منذ ثمانينيات القرن الماضي، وفق بيانات خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي.
وتظهر الدراسات أن تغير المناخ زاد احتمال حدوث موجات الحرارة الشديدة، كما أن ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير طبيعي هذا الصيف ساهم في تفاقم حرائق الغابات بجعل النباتات أكثر جفافا وأكثر عرضة للاشتعال.