• Home  
  • تمنح عائلتك لحظات ماتعة في السينما
- أسرة - اقتصاد

تمنح عائلتك لحظات ماتعة في السينما

منذ نجاحه الأول عام 2022، شكل فيلم “الأشرار” (The Bad Guys) علامة فارقة في مسار أفلام الرسوم المتحركة التي تمزج بين التشويق الكوميدي والرسالة الأخلاقية. ومع عودة السلسلة في جزئها الثاني هذا العام، يجد المشاهد نفسه أمام مغامرة جديدة أكثر جرأة، تستعيد أجواء العصابات الكاريكاتيرية ولكن ضمن قالب يطمح إلى استكشاف قضايا الهوية والتحول الأخلاقي. […]

تمنح عائلتك لحظات ماتعة في السينما

منذ نجاحه الأول عام 2022، شكل فيلم “الأشرار” (The Bad Guys) علامة فارقة في مسار أفلام الرسوم المتحركة التي تمزج بين التشويق الكوميدي والرسالة الأخلاقية. ومع عودة السلسلة في جزئها الثاني هذا العام، يجد المشاهد نفسه أمام مغامرة جديدة أكثر جرأة، تستعيد أجواء العصابات الكاريكاتيرية ولكن ضمن قالب يطمح إلى استكشاف قضايا الهوية والتحول الأخلاقي.

أخرج بيير بيريفيل وجي بي سانس فيلم “الأشرار 2” المقتبس عن السلسلة المصورة الشهيرة للأطفال، ليستكمل مغامرة العصابة التي تحاول إثبات أنها جديرة بالثقة بعد أن خلعت عباءة الإجرام. غير أن طريق الخير لا يخلو من مطبات، فالأبطال يواجهون خصوما أشد ذكاءً، وصراعات داخلية تمتحن ولاءهم للقضية التي تبنوها.

اقرأ أيضا

list of 2 itemsend of list

وتمتزج الحبكة بمطاردات لاهثة ولمحات كوميدية تضفي على الجزء الثاني ثراءً بصريا واضحا، لكنه بدا أكثر فوضوية مقارنة بسابقه. ورغم نجاحه التجاري بإيرادات تجاوزت 190 مليون دولار حتى الآن مقابل ميزانية بلغت 80 مليونا، إلا أنه لم يحقق صدى الجزء الأول الذي تجاوز حاجز 250 مليون دولار.

ويبقى السؤال مطروحا: هل استطاع “الأشرار 2” البناء على إرث الجزء الأول، أم أنه اكتفى بتكرار الوصفة ذاتها في قالب أوسع وأبهى من حيث الشكل، لكنه أقل إحكاما على مستوى المضمون؟

من مطاردات الشوارع إلى غزو الفضاء

تبدأ أحداث الجزء الثاني بعد نجاح عصابة “الأشرار” -بقيادة الذئب “مستر وولف”- بالانتقال من صف السيئين إلى الجيدين، متحولين من مجرمين مطاردين إلى أبطال شعبيين يحاولون إثبات أنهم جديرون بالثقة، رغم ما بالمسألة من صعوبة إثر تخوف المحيطين بهم، والمعاناة الدائمة من الأحكام المسبقة ممن حولهم.

لكن الصورة الذهنية الحديثة لا تدوم طويلا؛ إذ تظهر عصابة نسائية منافسة، بارعة في عمليات السرقة، تجبر الأشرار القدامى على العودة مجددا إلى عالم الجريمة على مضض. ثم تتطور الأحداث مع دخول عنصر جديد وبراق يتمثل في معدن نادر يثير مطامع الجميع، وتتحول القصة إلى مطاردة مشوقة تمتد من المدن إلى الفضاء.

وبين الخطط الذكية والمطاردات السريعة، يجد أفراد العصابة أنفسهم ممزقين بين الرغبة في العودة للمجد الإجرامي وبين التمسك بفرصتهم الثانية وربما الأخيرة كأبطال حقيقيين. قبل أن يترك الفيلم المشاهدين فيما يتساءلون حول ماهية الهوية، وإذا ما يستطيع المجرمون السابقون أن يتحولوا حقا إلى أخيار، أم أن المجتمع سيظل يراهم أسرى ماضيهم؟ والأهم لماذا الإصرار على الاندماج في عالم لن يثق بهم أبدا؟!

السير على خطى “أوشن”

وتضمن العمل هذه المرة حبكة معقدة، مليئة بالمفارقات والعناصر الجديدة، ومغامرات أكبر مع موازنة بين الترفيه والرسالة، في حين مزج إثارة السرقات على طريقة سلسلة أفلام العصابات “أوشن” لجورج كلوني مع كوميديا الفيزياء دون تعقيد أو تكلف، وإن بدا الأمر أحيانا فوضويا أو شديد التشعب جراء كثرة الخطوط الدرامية الجديدة.

ومع أن عادة ما يستغرق الأمر عدة أجزاء من العمل الواحد قبل الذهاب بأبطاله إلى الفضاء، إلا أن “الأشرار” قفز إليه بالجزء الثاني، وهذا يعطي مؤشرا مخيفا حول احتمالية نفاذ أفكار صانعيه بسرعة.

يذكر أن العمل حظي بطابع حيوي مشوق زاد من حماسة المتلقي، وإيقاع سريع سمح بعدم الشعور بالملل، إذ تتنقل المشاهد بين مطاردات سيارات، مغامرات في الفضاء، وأخرى مليئة بالألوان والضوضاء البصرية.

كوميديا متنوعة وأكثر حدة

أما الكوميديا، جاءت أكثر حدة هذه المرة، ومتعددة المستويات، تجمع بين الدعابة الجسدية والنكات الذكية لجذب الكبار والصغار على حد سواء، وإن كان بعض الآباء والأمهات قد لا يجدون الفكاهة العدوانية مناسبة لأطفالهم الصغار جدا.

ورغم روح الدعابة الذكية والنكات الطريفة والعفوية التي تضمنها الفيلم، بدت بعض النكات مبتذلة خاصة بعد تكرارها أكثر من مرة.

في حين تميز العمل بصريا، بأسلوبه الذي جمع بين ثنائية وثلاثية الأبعاد لمنح الشخصيات عمقا وتعبيرات وجه معبرة وحقيقية، وإضفاء جمالية ديناميكية مستوحاة من الأنمي، ساعد على ذلك وجود المؤثرات البصرية المتقنة والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة من حيث الظل والإضاءة.

وعن الأداء الصوتي، فقد جاء لافتا ومتماسكا، وإن كان أهم ما ميزه وجود طاقم جمعت الكيمياء العالية بين أبطاله، الذين تنوعت شخصياتهم بين العصابة الأصلية التي يغلب عليها الوجود الذكوري وبين العصابة الجديدة النسائية ذات الحضور الجذاب وإن لم تمنح خلفية كافية لتكون بمستوى الأبطال الأصليين.

رحلة سينمائية آسرة لكن فوضوية

من بين أهم النقاط التي تميز الجزء الثاني عن سابقه، تتبعه الدوافع الداخلية لشخصيات طالما وصفت بأنها شريرة، والتأكيد على أن لكل فعل عواقبه التي يجب على صاحبها تحملها، والأهم أنه لا يهم ماضيك، حتى لو كنت سيئا، لا يزال لديك فرصة لتدارك الأمر وفعل الصواب من أجل مستقبل أفضل.

وكما هو الحال مع بعض أعمال “دريم وركس”، لا يتوان صانعو العمل عن تصوير الوجه القبيح للحياة على أرض الواقع بين العمل بالسياسة، والسجن، والتلاعب، والابتزاز.

فيلم “الأشرار 2” تجربة مبهجة، ذكية، مفعمة بالطاقة، تجمع بين الأكشن والكوميديا وتستحق المشاهدة كرحلة سينمائية آسرة ترفع منسوب المتعة البصرية، لكنها لا تملك تماسك الجزء الأول.

ورغم أن العمل نجح بإمتاع الجمهور العائلي بفضل أسلوبه الحيوي وأداء طاقمه الصوتي، لكنه شهد تراجع نيوز عربي برسالته الأخلاقية؛ وهذا جعل البداية أكثر تأثيرا كونها ركزت على جدلية الخير والشر.

وعليه، فإن “الأشرار 2” يقف عند مفترق طرق بين كونه استمرارا ماتعا يرضي جمهور العائلة ويمنح أبطاله فرصة جديدة للتألق، وبين كونه تجربة أقل تماسكا على مستوى البناء الدرامي مقارنة بالجزء الأول.

العمل إنتاج دريم وركس أنيميشن وتوزيع يونيفيرسال بيكتشرز، وإخراج مشترك لكل من بيير بيريفيل وجي بي سانس، وسيناريو كتابة يوني برينر وإيتان كوهين. الأداء الصوتي شارك به سام روكويل، مارك مارون، أوكوافينا، كريغ روبنسون، أنتوني راموس، دانيال بروكس، ناتاشا ليون، وماريا باكالوفا.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678