• Home  
  • تعليق برنامج كيميل يعمّق الانقسام في الإعلام الأميركي وسط تداعيات سياسية واقتصادية
- أخر الأخبار - اقتصاد

تعليق برنامج كيميل يعمّق الانقسام في الإعلام الأميركي وسط تداعيات سياسية واقتصادية

منذ انطلاق البرامج الحوارية المسائية في الولايات المتحدة خلال خمسينيات القرن الماضي، لم تتوقف عن إثارة الجدل السياسي والاجتماعي. غير أن قرار شبكة “إيه بي سي” (ABC) في منتصف سبتمبر/أيلول الجاري تعليق برنامج “جيمي كيميل لايف” (Jimmy Kimmel Live!) فتح فصلا جديدا وغير مسبوق في العلاقة بين الإعلام والسلطة، بعدما تحولت القضية في أيام قليلة […]

تعليق برنامج كيميل يعمّق الانقسام في الإعلام الأميركي وسط تداعيات سياسية واقتصادية

تعليق يثير عاصفة

في إحدى حلقات “جيمي كيميل لايف”، علّق الإعلامي الأميركي الساخر على اغتيال الناشط المحافظ تشارلي كيرك قائلا إن “جماعة (ماغا) تحاول يائسة تصوير مقتله على أنه أي شيء غير كونه واحدا منهم، وتسعى لجني مكاسب سياسية من ذلك”.

اقرأ أيضا

list of 2 itemsend of list

التعليق أثار عاصفة من ردود الفعل، إذ وصفه رئيس لجنة الاتصالات الفدرالية بريندان كار، المعيَّن من الرئيس دونالد ترامب، بأنه “مريض للغاية”، وهدد باتخاذ إجراءات ضد شركتي “ديزني” و”إيه بي سي”.

الشركات تتحرك

سارعت مجموعة “نيكستار”، المالكة لـ32 محطة تابعة لـ”إيه بي سي”، إلى وقف بث البرنامج “إلى أجل منظور”. أما مجموعة “سينكلير”، ثاني أكبر مالك لمحطات الشبكة، فطالبت كيميل بالاعتذار لعائلة كيرك والتبرع بمبلغ كبير للمنظمة الخيرية التي أسسها الناشط الراحل. وقد استُبدل البرنامج بفقرة تكريمية لكيرك.

وبحسب موقع “فاراييتي”، فإن “ديزني” و”نيكستار” و”سينكلير” بحاجة إلى موافقة حكومية على صفقات إستراتيجية مزمعة، من بينها شراء “ديزني” لحصة الأغلبية في مشاريع عديدة مهمة، مما يضعها في مواجهة مباشرة مع لجنة الاتصالات.

هوليود تنتفض

تعليق البرنامج فجّر غضبا في الوسط الفني بهوليود. فالممثل مارك رافالو حذّر عبر “ثريدز” من أن سهم “ديزني” سينهار أكثر إذا مضت الشركة في الإلغاء، مؤكدا أن “ديزني لا تريد أن تكون الجهة التي كسرت أميركا”.

والممثلة الكندية تاتيانا ماسلاني نشرت صورة من كواليس مسلسل “شي-هالك” (She-Hulk) دعت فيها إلى إلغاء الاشتراكات في “ديزني+” و”هولو”، بينما أعادت الممثلة ماريسا تومي نشر دعوات للمقاطعة. أما بيدرو باسكال، فشدد على ضرورة حماية الديمقراطية وحرية التعبير.

موقع “فورتشن” نقل تضامن كتاب ومنتجين مع كيميل، من بينهم كاتب “لوست” (Lost) دامون ليندلوف الذي أعلن أنه لا يستطيع العمل مع شركة اتخذت مثل هذا القرار. كما نظمت النقابات الفنية احتجاجات أمام أستديوهات “ديزني” في بربانك، وفقا لموقع “ديدلاين”.

“رويترز” اعتبرت تعليق “جيمي كيميل لايف” مثالا جديدا على إحكام ترامب قبضته على الإعلام بعد إعادة انتخابه (رويترز)

“كيميل ليس ضحية”

في المقابل، نقل موقع “ذي راب” عن فريق كيرك قوله إن قرار تعليق البرنامج مبرر. واعتبر المتحدث باسم الناشط الراحل أندرو كولفيت أن كلمات كيميل “رسالة ضمنية واضحة: إذا قُتل محافظ، فسيُغطى على الجريمة”.

وأضاف أن القضية لا تتعلق بحرية التعبير بقدر ما ترتبط “بمسؤولية عدم نشر الأكاذيب المؤذية عن علم”.

ترامب يدخل على الخط

الرئيس دونالد ترامب هاجم كيميل عبر منصته “تروث سوشيال”، واصفا إياه بأنه “بلا موهبة”، وطالب بإلغاء برامج زملائه سيث مايرز وجيمي فالون. كما انتقد ديفيد ليترمان الذي دافع عن كيميل، واصفا إياه “بالخاسر” و”المبالغ في تقديره”.

وفي مؤتمر صحفي، برر ترامب قرار تعليق البرنامج بأسباب تتعلق بتراجع نسب المشاهدة لا بالسياسة.

ارتدادات سياسية واسعة

وكالة “رويترز” اعتبرت أن قضية تعليق البرنامج تمثل “مثالا جديدا على إحكام ترامب قبضته على الإعلام بعد إعادة انتخابه”. وأشارت إلى أن مؤسسات كبرى مثل “سي بي إس” و”ميتا” و”واشنطن بوست” أجرت تعديلات تحريرية أو تشغيلية لتقليل حدّة انتقاداتها للرئيس.

باحث الإعلام في جامعة بنسلفانيا فيكتور بيكارد أكد وجود “ميل مستمر نحو اليمين في معظم وسائل الإعلام الأميركية حاليا… ولا توجد قوة مضادة”.

الأزمة أوجدت اصطفافات غير متوقعة. فبينما رحب الجمهوريون بالقرار، عبّر بعضهم عن قلقه من تبعاته. السيناتور تيد كروز قال: “إنني أكره ما قاله كيميل… لكن إذا سمحنا للحكومة بأن تقرر ما يعجبها من كلام الإعلام وتمنع ما لا يعجبها، فسوف ينقلب الأمر علينا نحن المحافظين”.

الاتحاد الأميركي للحريات المدنية اعتبر القرار “انتهاكا لمبدأ أساسي”، مؤكدا أن الحكومة “يجب ألا تسكت الأصوات المعارضة”.

رئيس لجنة الاتصالات الفدرالية بريندان كار وصف تعليق جيمي كيميل لايف على اغتيالتشارلي كيرك بأنه “مريض للغاية” (رويترز)

تداعيات اقتصادية

الأزمة لم تقف عند حدود السياسة والإعلام. فموقع “ديدلاين” أشار إلى أن سهم “ديزني” تراجع 3.5% فور القرار، من متوسط 116 دولارا إلى 112 دولارا، قبل أن يبدأ بالتعافي تدريجيا.

كما قدرت “فاراييتي” حجم الإعلانات على البرنامج بـ51.1 مليون دولار في 2024، أي ما يعادل 21% من سوق الإعلانات الليلية، مما يجعل خسارة البرنامج تهديدا لحصة إعلانية رئيسية.

نحو تسوية محتملة؟

كشف “فاراييتي” أن ممثلي كيميل دخلوا في مفاوضات مع “ديزني” و”إيه بي سي” لإيجاد تسوية تعيد البرنامج إلى الشاشة. غير أن غياب الضمانات يجعل الأمر مفتوحا على احتمالات عدة، خاصة أن كيميل يفكر منذ سنوات في التقاعد، مع إدراكه لتأثير الإلغاء على عشرات العاملين معه، خصوصا بعد إضرابات 2023.

وبين احتجاجات هوليود، وتهديدات لجنة الاتصالات، والمقاطعات الشعبية، وتراجع البورصة، باتت أزمة “جيمي كيميل لايف” أكثر من مجرد جدل حول برنامج تلفزيوني، لتتحول إلى نقاش حول هوية الإعلام الأميركي ودوره في هذه المرحلة المضطربة.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678

أهم المشاركات