وأفاد مراسلون ومصادر طبية بتصاعد وتيرة القصف على مناطق عدة في القطاع، إذ استهدفت طائرات الاحتلال مباني سكنية في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، في حين أكد مجمع ناصر الطبي استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين من طالبي المساعدات قرب مركز توزيع شمالي مدينة رفح.
كما أشار مستشفى العودة إلى استشهاد مواطن في قصف مدفعي استهدف محيط وادي غزة شمالي مخيم النصيرات وسط القطاع.
وفي مدينة غزة، انتشل الأهالي جثمان شهيد من حي النصر بعد أن استهدفته مسيّرة إسرائيلية أثناء تفقده منزله، حيث تعذر انتشاله لأيام بسبب شدة القصف، بينما لا يزال عدد من الشهداء في المنطقة ذاتها.
وفي حي الصبرة جنوبي المدينة، دمّرت قوات الاحتلال منازل بعد تفجير 4 عربات عسكرية محمّلة بالمتفجرات داخل مناطق سكنية، ما تسبب بدمار واسع في الأبنية والمنشآت العامة.
230 غارة
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الاحتلال نفّذ منذ فجر اليوم السبت أكثر من 230 غارة جوية ومدفعية على مناطق مكتظة بالمدنيين والنازحين، ما أسفر عن استشهاد 118 شخصا، بينهم نساء وأطفال، و72 شهيدا في مدينة غزة وحدها.
وأضاف أن إسرائيل “تواصل ارتكاب مجازر واضحة بحق المدنيين”، مؤكدا أن العدوان الجاري “يتجاهل دعوات وقف إطلاق النار التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرد الإيجابي الذي قُدِّم على المقترح”.
ودعا المكتب المجتمع الدولي والإدارة الأميركية إلى تحرك عاجل وفعلي لوقف العدوان وفرض وقف حقيقي لإطلاق النار.
بدورها، قالت وزارة الصحة في غزة في بيان اليوم الأربعاء، إن 10 فلسطينيين استشهدوا وأصيب 61 آخرون خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 67 ألفا و183 شهيدا و169 ألفا و841 مصابا.
وأشارت إلى أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض أو في الطرقات نتيجة صعوبة وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني بسبب استمرار القصف.
وأضاف البيان أن الحصيلة المسجلة منذ 18مارس/آذار الماضي بلغت 13 ألفا و588 قتيلا و57 ألفا و800 إصابة، في حين ارتفع عدد من استشهدوا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية إلى 2613 شخصا، وأكثر من 19 ألف مصاب.
استهداف الطواقم الطبية
من جانبه، قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، هشام مهنا، إن بعض طواقم اللجنة تعرّضت لاعتداء مباشر خلال عملها الإنساني، مشيراً إلى أن أولوية اللجنة حاليا هي دعم ما تبقى من المنظومة الصحية المنهكة في القطاع.
وفي السياق ذاته، حذّرت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، موضحة أن أكثر من 80% من سكان القطاع، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، فقدوا منازلهم أو مصادر رزقهم.
كما تعاني المستشفيات من نقص حاد في الوقود والأدوية والمعدات الطبية، وسط صعوبة إدخال المساعدات الإنسانية نتيجة استمرار العمليات العسكرية وقيود الدخول المفروضة على المعابر.