• Home  
  • تشيلي.. مقاطعة أكاديمية لإسرائيل من أجل سردية تدحض رواية الاحتلال
- سياسة - غزة

تشيلي.. مقاطعة أكاديمية لإسرائيل من أجل سردية تدحض رواية الاحتلال

ساوباولوـ في إطار الحملة الأكاديمية التشيلية لمقاطعة الجامعات الإسرائيلية، وبدعوة من المنتدى اللاتيني الفلسطيني في البرازيل، شهدت العاصمة التشيلية سانتياغو منذ الثامن من أغسطس/آب الجاري سلسلة فعاليات وندوات، شارك فيها طلاب ومتضامنون وأكاديميون من مختلف التخصصات. وهدفت هذه الفعاليات إلى تسليط الضوء على أهمية المقاطعة الأكاديمية بوصفها جزءا من حركة النضال العالمي المناهضة للاحتلال، والتأكيد […]

تشيلي.. مقاطعة أكاديمية لإسرائيل من أجل سردية تدحض رواية الاحتلال

ساوباولوـ في إطار الحملة الأكاديمية التشيلية لمقاطعة الجامعات الإسرائيلية، وبدعوة من المنتدى اللاتيني الفلسطيني في البرازيل، شهدت العاصمة التشيلية سانتياغو منذ الثامن من أغسطس/آب الجاري سلسلة فعاليات وندوات، شارك فيها طلاب ومتضامنون وأكاديميون من مختلف التخصصات.

وهدفت هذه الفعاليات إلى تسليط الضوء على أهمية المقاطعة الأكاديمية بوصفها جزءا من حركة النضال العالمي المناهضة للاحتلال، والتأكيد أن الجامعات يمكن أن تكون فضاءات مقاومة لسياسات الفصل العنصري، وليست منصات لتطبيع جرائم الحرب أو تبريرها.

وفي حديثه للجزيرة نت، قال أستاذ الصحافة والإعلام الرقمي في جامعة لوسيل القطرية أحمد الزعبي -الذي شارك في بعض الفعاليات- إن مسؤولية وقف الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون لا تقع على الفلسطينيين وحدهم، “فإسرائيل تستند إلى دعم غربي وأميركي واسع، وهو ما يفرض على الأكاديميين والباحثين مسؤولية مضاعفة لدعم زملائهم الفلسطينيين”.

وأضاف الزعبي أن فلسطين لا يمكن تحريرها من داخلها فقط، “لأن إسرائيل تحظى بدعم سياسي ومالي وإعلامي من غالبية الحكومات الغربية، وبالتالي تقع على عاتق الصحفيين والأكاديميين حول العالم مسؤولية الدفاع عن الصحافة الفلسطينية”.

وأوضح أن رسالته خلال المحاضرات الجامعية والمقابلات التلفزيونية في تشيلي كانت تتركز على “شرف المهنة”، قائلا “زملاؤكم الصحفيون يقتلون في فلسطين، الاحتلال اغتال 288 صحفيا، معظمهم دون الـ40 من العمر، وهذا الرقم في الحقيقة قد يكون أكبر بكثير”.

المحاضرة ألقت الضوء على استهداف الصحفيين في قطاع غزة (نيوز عربي)

المقاطعة الأكاديمية

من جانبه، قال الباحث في العلاقات الدولية والدراسات العربية بجامعة تشيلي فيليبي سييرا عثمان -للجزيرة نت- إن المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل تعني رفض أي تعاون مع الجامعات الإسرائيلية أو المشاريع البحثية المرتبطة بها، وتشمل:

  • رفض اتفاقيات التعاون.
  • إلغاء الفعاليات المشتركة.
  • تعليق النشر الأكاديمي المشترك.
  • إصدار بيانات التضامن مع فلسطين.

وأشار عثمان إلى أن الفكرة تتجاوز حدود تشيلي لتشمل بناء شبكات أكاديمية مستقلة في أميركا اللاتينية، بعيدا عن المؤسسات الإسرائيلية. وذكّر بأنه في عام 2022 وقع نحو 230 أكاديميا من 15 دولة لاتينية دعوة لمقاطعة أكاديمية وثقافية لإسرائيل، لكن معظم المبادرات -حسب قوله- بقيت محصورة في جهود القاعدة الشعبية وأعضاء هيئة التدريس.

وأوضح أن أي جامعة في تشيلي أو أميركا اللاتينية لم تتبن حتى الآن سياسة مؤسسية رسمية للمقاطعة، “رغم التقدم الملحوظ على مستوى الطلاب وبعض الهيئات التدريسية”.

وفي الاتجاه نفسه، أكد أستاذ الدراسات العربية في كلية الفلسفة والعلوم الإنسانية بجامعة تشيلي، رودريغو كرمي بولتون، أن كليته قاطعت اتفاقياتها مع جامعة إسرائيلية، مرجحا أن تكون الوحيدة في البلاد التي اتخذت هذا الموقف.

وأوضح أن بعض الجامعات الحكومية الأخرى علقت اتفاقياتها، وأصدرت بيانات ضد الإبادة في غزة، مشيرا إلى أن “الطلاب هم القوة الدافعة الرئيسية، فهم يعتبرون جامعتهم فضاء حرا من نظام الفصل العنصري”.

أما آية الحميدي، عضو لجنة التضامن مع فلسطين بجامعة “فينيس تيراي”، فقالت للجزيرة نت إن المقاطعة الأكاديمية “ليست مجرد موقف رمزي، بل أداة لوقف تطبيع جرائم الاحتلال داخل الجامعات”، معتبرة أن أي تعاون أكاديمي مع المؤسسات الإسرائيلية يعني تبرئة نظام الفصل العنصري.

جانب من الحضور في الندوة المقامة في المركز القفافي في جامعة تشيلي
الندوة أقيمت في المركز الثقافي بجامعة تشيلي (نيوز عربي)

سردية إنسانية

في سياق متصل، شددت الحقوقية ثريا جاكوب، عضو لجنة التضامن مع فلسطين، على أن الإعلام بات يفقد وظيفته الإنسانية لصالح الدعاية المساندة للإبادة، وقالت للجزيرة نت إن “الإعلام يوفر منصة لخطاب الكراهية الذي يبرر التطهير العرقي، في حين يعلمنا الصحفيون الفلسطينيون معنى الكرامة الحقيقية، ويعيدون تعريف المهنة”.

ويتفق مع هذا الطرح عميد كلية الإعلام في جامعة تشيلي باتريسيو هارا، الذي يرى أن المعلومة الموثقة هي السلاح الأقوى في مواجهة الدعاية، وقال للجزيرة نت إن “المعلومات الدقيقة قادرة على الصمود وترسيخ خط فكري يمتد زمنيا، حتى وإن بدت القضايا بعيدة جغرافيا عن أميركا اللاتينية”.

أما أستاذة الإعلام بجامعة تشيلي كلاوديا لوغوس، فانتقدت ضعف الإعلام المحلي في تغطية الشؤون الدولية، بما فيها قضايا الجوار مثل بيرو والأرجنتين.

وأضافت أن “الإعلام التشيلي عاجز عن تقديم سردية إنسانية متماسكة، وما ينشر عن فلسطين يبقى محدودا جدا رغم بعض الجهود الفردية”.

تدريبات ميدانية

وحول إمكانية تنفيذ طلاب تشيلي تدريبات ميدانية في فلسطين أو مخيمات الشتات، قالت آية الحميدي إن الأمر شبه مستحيل، “ليس لغياب الرغبة بل بسبب البنية الجامعية التي تميل للتبادل مع أوروبا والولايات المتحدة وبعض دول آسيا، بينما يتم تهميش فلسطين واللاجئين تماما”. وأشارت إلى أن نقص الموارد المالية والقيود التي يفرضها الاحتلال من حواجز وتصاريح تشكل عائقا إضافيا.

وتعتبر أن المشكلة لا تكمن في الطلاب، بل في “غياب الشجاعة المؤسسية وجبن المجتمع الدولي في التعامل مع فلسطين كمكان مشروع للتبادل الأكاديمي”.

في المقابل، يرى الزعبي أن فتح المجال أمام الطلبة التشيليين للتدريب في الجامعات الفلسطينية والعربية ممكن رغم الصعوبات، داعيا إلى توفير منح جزئية أو كاملة لهم ليعاينوا الواقع بأنفسهم. وقال للجزيرة نت “الأهم أن يسمعوا منا، نحن الفلسطينيين، لا أن يتلقوا الصورة عبر إعلام منحاز بالكامل لإسرائيل”.

وختم الزعبي بالتشديد على ضرورة استمرار الحوار مع كليات الإعلام في تشيلي وأميركا اللاتينية حول برامج الابتعاث، “خصوصا لطلاب الإعلام الدولي، بما يفتح أمامهم آفاقا أوسع للتواصل مع الجامعات الفلسطينية والعربية”.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678