|
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه إذا لم تُعد أفغانستان قاعدة باغرام الجوية إلى سيطرة الولايات المتحدة فإن “أمورا سيئة” ستحدث.
وأضاف ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال “إذا لم تُعد أفغانستان قاعدة باغرام الجوية إلى من أنشأها، الولايات المتحدة، فإن أمورا سيئة ستحدث”.
ويوم الجمعة، قال ترامب إنه يجري محادثات مع أفغانستان بشأن استعادة السيطرة على قاعدة باغرام الجوية، مؤكدا في تصريحات للصحفيين بالمكتب البيضاوي، إنه “ما كان ينبغي لنا التخلي عنها أبدا”.
وقبل ذلك، كشف ترامب يوم الخميس، أن الولايات المتحدة تحاول استعادة السيطرة على قاعدة باغرام التي استخدمتها القوات الأميركية عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وقال ترامب، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في باكينغهامشير بشمال غربي لندن، إن موقع قاعدة باغرام قرب الصين إستراتيجي، مشيرا إلى أن أحد أسباب رغبة أميركا في استعادة القاعدة هو “أنها تبعد ساعة واحدة فقط من المكان الذي تصنع فيه الصين صواريخها وأسلحتها النووية”، وهو ادعاء كان قد كرره في مارس/آذار الماضي.
وانتقد ترامب طريقة انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان تحت إدارة الرئيس جو بايدن عام 2021، وقال إن الولايات المتحدة كانت ستغادر أفغانستان لكنها ستحتفظ بقاعدة باغرام.
وأضاف “أعطيناهم القاعدة مجانًا، ونحاول استعادتها لأنهم بحاجة لأشياء منا”، ملمحا إلى أن واشنطن تملك أوراق ضغط على الحكومة الأفغانية التي تقودها طالبان.
تعتبر أكبر قاعدة أمريكية خلال ذروة الحرب في #أفغانستان وشهدت مرور أكثر من 100 ألف جندي.. تعرّف على قاعدة باغرام الجوية#الأخبار pic.twitter.com/Vn0dWvp7Ap
— قناة نيوز عربي (@AJArabic) July 2, 2021
موقف طالبان
في المقابل، شدد مسؤولون في الحكومة الأفغانية يوم الجمعة على رفضهم السيطرة الأميركية على قاعدة باغرام الجوية شمالي العاصمة كابل، مؤكدين أن القاعدة تحت سيطرة الحكومة بالكامل.
وفي تصريحات للجزيرة نت، قال مصدر حكومي أفغاني -فضل عدم ذكر اسمه- إن الإدارة الأميركية تتحدث منذ شهر مارس/آذار الماضي عن قاعدة باغرام لإيجاد طريقة لاستعادتها.
وأوضح أن أسباب ذلك تعود في رأيه إلى رغبة الولايات المتحدة في مراقبة الصين، والوصول إلى العناصر الأرضية النادرة والمناجم الأفغانية، وإنشاء مركز لمكافحة “الإرهاب” تحت بند استهداف تنظيم الدولة، وربما إعادة فتح بعثة دبلوماسية في أفغانستان.
لكنه شدد على أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب وجودا عسكريا أميركيا في أفغانستان، وهذا لا يمكن أن توافق عليه حركة طالبان.
كما قال المسؤول في الخارجية الأفغانية ذاكر جلالي للجزيرة نت، إن بلاده لن تقبل وجودا عسكريا أميركيا.
لكن جلالي أردف، أن أفغانستان والولايات المتحدة بحاجة إلى التعامل مع بعضهما بعضا، ويمكنهما بناء علاقات اقتصادية وسياسية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، دون أن تحتفظ الولايات المتحدة بأي وجود عسكري في أي جزء من أفغانستان”.
وتُعد قاعدة باغرام أكبر منشأة عسكرية أنشأتها الولايات المتحدة في أفغانستان خلال عقدين من الحرب، وكانت مركز العمليات الأميركية قبل انسحاب 2021. وتحوّلت القاعدة منذ ذلك الحين إلى رمز لانتهاء الوجود الأميركي وعودة طالبان إلى السلطة.
قاعدة باغرام
وتُعد قاعدة باغرام أكبر منشأة عسكرية أنشأتها الولايات المتحدة في أفغانستان خلال عقدين من الحرب، وأقيمت على أنقاض مطار تاريخي بناه الاتحاد السوفياتي، وكانت القاعدة الرئيسية للقوات الأميركية في أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 وحتى انسحابها في عام 2021 وسيطرة حركة طالبان عليها بعد ذلك.
وكان آخر الجنود الأميركيين قد غادروا قاعدة باغرام في يوليو/تموز 2021، بحسب تقارير “سي إن إن”. وقد شكلت القاعدة على مدى نحو عقدين مركز القوة العسكرية الأميركية في أفغانستان.
ويبلغ طول مدرجها ميلين، ومثلت نقطة الانطلاق للعمليات العسكرية في مختلف أنحاء البلاد، مع مساحات مخصصة لطائرات الشحن والمقاتلات والمروحيات الهجومية. وزار القاعدة الرؤساء جورج بوش وباراك أوباما وترامب خلال فترات رئاستهم، متعهدين بالنصر وبمستقبل أفضل لأفغانستان. وكانت القاعدة هدفا لهجمات متكررة من طالبان على مدى السنوات، بما فيها تفجيرات انتحارية وهجمات صاروخية.
وعند مغادرة القوات الأميركية القاعدة في 2021، أزالت ما يعادل حمولة 900 طائرة شحن من طراز “سي-17″، ودمرت نحو 16 ألف قطعة من المعدات، بحسب ما قالت القيادة المركزية الأميركية في ذلك الوقت.
وفي 2023، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية مراجعة لما بعد العملية ووجدت أن قرار التخلي عن قاعدة باغرام ربما ساهم في الفوضى التي رافقت الانسحاب الأميركي من البلاد، لأنه جعل مطار حامد كرزاي الدولي في كابل “الطريق الوحيد لعملية إجلاء غير قتالية محتملة”.