تحقيق للإندبندنت يوثق شهادات عن تعذيب واعتداءات وحشية بالسجون الإسرائيلية

تحقيق “الإندبندنت” يكشف عن الانتهاكات ضد الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية

كشفت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية في تحقيق موسع عن الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، والتي تشمل التعذيب الجسدي والنفسي.

بدأت الصحيفة تحقيقها بشهادة أحد المعتقلين الفلسطينيين، الذي روى كيف وُجد مقيد اليدين ومطرودًا على أرضية زنزانة داخل قاعدة عسكرية جنوب إسرائيل، محاطًا بخمسة جنود إسرائيليين. وأوضح المعتقل كيف انهال عليه الجنود، مصحوبين بكلاب مدربة، بالركل واللكم والدوس على جسده، قبل أن يتعرض للصعق الكهربائي والاعتداء باستخدام أدوات حادة.

وذكر المعتقل أيضًا كيف طعنه أحد الجنود في منطقة الصدر، مما أدى إلى ثقب رئته وكسر أضلاعه، كما تعرض لاعتداء جنسي باستخدام الأدوات الحادة، ما استدعى تدخلًا جراحيًا لإصلاح الإصابات التي لحقت به.

وأشارت الصحيفة إلى أن المعتقل لم يُوجه إليه أي تهمة رسمية، مما يعكس الممارسات التعسفية المتبعة في احتجاز الفلسطينيين من دون محاكمة قانونية.

كما جمعت صحيفة “الإندبندنت” مجموعة من لوائح الاتهام وتقارير التشريح، بالإضافة إلى شهادات معتقلين فلسطينيين تعرضوا لانتهاكات مماثلة على يد القوات الإسرائيلية. وأكد المعتقلون تعرضهم لأساليب قاسية مثل الحرمان من النوم، والتعذيب الجنسي، ومنعهم من تلقي الرعاية الطبية اللازمة.

وتضمنت التقارير التي اطلعت عليها الصحيفة معلومات عن المعتقلين الفلسطينيين الذين فارقوا الحياة أثناء احتجازهم في السجون الإسرائيلية. ومن بين هذه التقارير، تم الكشف عن اعتداءات وحشية على أحد المعتقلين الذي توفي جراء نزيف دماغي بعد تعرضه للقيود المفرطة والتعذيب العنيف.

ومن ضمن التقارير المتعلقة بمعتقل فلسطيني توفي في سجن مجدو في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تم العثور على كدمات في منطقة الصدر مع كسور في الأضلاع، بالإضافة إلى كدمات في الظهر والأرداف والذراع والفخذ، فضلاً عن آثار على جانب الرأس والرقبة، ما يسلط الضوء على حجم الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية.

تحقيق جديد يكشف عن ممارسات التعذيب في السجون الإسرائيلية ووفاة المعتقلين الفلسطينيين

في حالة مأساوية جديدة، كشف تحقيق صحفي نشرته “إندبندنت” عن انتهاكات جسيمة تعرض لها المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، مشيرًا إلى حالة شاب في الثلاثينات من عمره توفي أثناء احتجازه بعد تعرضه لضربات عنيفة. وأظهرت جثة الشاب كسورًا في الأضلاع وتمزقًا في الطحال، مما يوضح تعرضه لإصابة ناتجة عن ضربة قوية.

وفي حادثة أخرى، أفاد الفلسطيني حمدان بلال، الفائز بجائزة الأوسكار وأحد المشاركين في إخراج الفيلم الوثائقي “لا أرض أخرى”، أنه تعرض للضرب بواسطة مؤخرة بندقية من قبل جندي إسرائيلي واحتُجز لمدة 24 ساعة في الضفة الغربية.

ورغم تصرحات القوات الإسرائيلية وإدارة السجون بأنها “تعمل ضمن إطار القانون” وأن حالات الانتهاك تعتبر “استثنائية”، إلا أن التقارير المتواصلة توضح حجم الانتهاكات ضد الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

في أغسطس/آب 2024، تم تداول مقطع فيديو مسرب على وسائل الإعلام الإسرائيلية يوثق اعتداء جنود إسرائيليين جنسيًا على أسير فلسطيني من غزة في مركز اعتقال سدي تيمان. وأكدت “إندبندنت” أن معظم الانتهاكات ضد السجناء الفلسطينيين وقعت في سجن عوفر وقاعدة سدي تيمان.

وفي 13 مارس/آذار 2024، نشرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة تقريرًا يوثق سلسلة من الانتهاكات ضد الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأكد التقرير أن هذه الانتهاكات تمثل جزءًا أساسيًا من سوء معاملة الفلسطينيين وتشكل جزءًا من الاحتلال غير القانوني وعمليات اضطهادهم كمجموعة.

وفي السياق نفسه، أكدت غيد قاسم، محامية الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان الذي اعتقله الاحتلال الإسرائيلي، أن أبو صفية يتعرض لانتهاكات خطيرة منذ لحظة اعتقاله، بما في ذلك التعذيب الشديد والتحقيقات المكثفة، إلى جانب محاولات انتزاع اعترافات قسرية بتهم ملفقة.

هذه الوقائع تضع الضوء مجددًا على الممارسات القاسية التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، مما يعزز الحاجة المستمرة للضغط الدولي لوقف هذه الانتهاكات وحماية حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

إسرائيل تواصل هجماتها على غزة وتسجيل ارتفاع في أعداد الشهداء والجرحى

منذ استئناف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الجاري، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع بأن إسرائيل قتلت نحو 950 فلسطينيًا وأصابت 2054 آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء.

وأكدت الأمم المتحدة أن ما يقارب 124 ألف فلسطيني قد نزحوا مجددًا بعد استئناف الهجمات الإسرائيلية وصدور “أوامر الإخلاء” التي استهدفت العديد من المناطق في القطاع.

في ظل هذه الظروف القاسية، أدى مئات الآلاف من الفلسطينيين صلاة العيد فوق أنقاض المساجد المدمرة أو في مراكز الإيواء أو بجانب منازلهم التي دُمّرت جراء القصف المستمر. وغابت مظاهر الفرح والاحتفال، في وقت تتواصل فيه حرب الإبادة الإسرائيلية التي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ومنذ بداية الهجوم، الذي يحظى بدعم أميركي مطلق، ارتكبت إسرائيل مجزرة في قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 164 ألف فلسطيني وجريح، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، معظمهم من النساء والأطفال.

تستمر هذه الانتهاكات الوحشية في ظل صمت دولي، ما يفاقم معاناة الشعب الفلسطيني ويزيد من معاناته في ظل العدوان المستمر.