|
نشرت صحيفة تايمز البريطانية تقريرا مطولا عن المناورات البحرية التي أجراها حلف شمال الأطلسي (ناتو) في الفترة ما بين 22 و26 سبتمبر/أيلول الجاري، والتي غطت مناطق واسعة، شملت البحر الأبيض المتوسط والبحر الأدرياتيكي وبحر الشمال وبحر البلطيق، في استعراض كبير للقدرات المشتركة لدول الحلف.
وشارك في المناورات -التي أُطلق عليها اسم “نيبتون سترايك 25-3”- أكثر من 10 آلاف جندي وبحار وطيار وقوات خاصة من 13 دولة عضوا في الحلف.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsend of list
وقادت حاملة الطائرات الأميركية العملاقة جيرالد فورد -أكبر سفينة حربية في العالم- المناورات في نسختها الثالثة بعد ختام مناورات النسخة الثانية التي نُفذت في الفترة من 24 يوليو/تموز حتى الأول من أغسطس/آب الماضيين.
مواجهة محتملة
وأوضحت تايمز، في تقرير مراسلها برونو ووترفيلد، الذي زار حاملة الطائرات جيرالد فورد في أثناء المناورات، أن الهدف من سلسلة “نيبتون سترايك” في نسخها الثلاث حتى الآن هو إظهار الجاهزية والتنسيق بين الحلفاء.
وشملت المناورات عمليات هجومية بحرية وجوية وتدريبات على القصف وعمليات للقوات الخاصة، إضافة إلى مواجهة محتملة مع روسيا.
واعتبرت الصحيفة أن المناورات رسالة واضحة لحلفاء واشنطن وخصومها على السواء بأن الولايات المتحدة باقية في قلب المعادلة الأمنية الأوروبية.
وعلى سطح الحاملة الأميركية، انطلقت مقاتلات من طراز “هورنيت إف/ إيه-18” بسرعة تصل إلى 150 ميلا (240 كيلومترا) في الساعة على مسافة 300 قدم فقط بفضل منجنيقات كهرومغناطيسية متطورة، في حين تصطدم عوادمها المزدوجة بعاكسات انفجار المحرك بقوة “تشبه دوي رعد متواصل”.
الصحيفة رأت أن المناورات رسالة واضحة لحلفاء واشنطن وخصومها على السواء بأن الولايات المتحدة باقية في قلب المعادلة الأمنية الأوروبية.
مناورات واسعة
وتصف تايمز الحاملة جيرالد فورد -التي يتكلف تشغيلها 8 ملايين دولار يوميا وبناؤها 13.3 مليار دولار- بأنها “قلعة عائمة”، إذ يبلغ طولها 1106 أقدام وتضم أكثر من 4 آلاف فرد، ويمكنها إطلاق 75 طائرة خلال 10 دقائق.
لكن هذه الحاملة -التي تزن 100 ألف طن- شاركت في المناورات ليس لمجرد استعراض قوة الصناعة العسكرية الأميركية، بل من أجل طمأنة حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين، ولهذا وُضعت تحت قيادة الناتو في أثناء التدريبات، حسب تقرير الصحيفة.
وكشف المراسل ووترفيلد أن جيرالد فورد انخرطت، قبالة السواحل النرويجية، في مطاردات تشبه لعبة القط والفأر مع غواصات روسية هجومية تعمل بالطاقة النووية، كما واجهت طائرات مراقبة روسية مفترضة في أثناء تنفيذها تدريبات على الضربات البحرية والعمليات الخاصة.
كما كشف عن أن 3 غواصات على الأقل من فئة “ياسن”، تعمل بالطاقة النووية تابعة للأسطول الشمالي الروسي، سعت لاختبار الدرع الدفاعي المحيط بالحاملة ومحاولة الاقتراب إلى مدى الطوربيدات من أهم أسطول بحري غربي.
وأضافت الصحيفة أن حلف الناتو ردّ على تلك المحاولات بعملية مضادة واسعة شملت مدمرات وفرقاطات وطائرات مراقبة ومكافحة غواصات من طراز “بي-8 بوسايدون”، بينها طلعات لسلاح الجو الملكي البريطاني.
وأبانت أن الحاملة الأميركية عندما اتجهت في الفترة ما بين أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول إلى أقصى الشمال -وهي أبعد نقطة تصل إليها حاملة طائرات أميركية هجومية على الإطلاق- طاردتها غواصات روسية هجومية.
وصرح الأدميرال الأميركي بول لانزيلوتا -لصحيفة تايمز- بأن وجود الحاملة يمثل رسالة واضحة بأن التزام الولايات المتحدة تجاه الناتو أعمق من أي وقت مضى، “مهما بدت الإشارات السياسية مغايرة”.