• Home  
  • بين الأدب والسياسة.. ماريو فارغاس يوسا آخر أدباء أميركا اللاتينية الكبار
- ثقافة

بين الأدب والسياسة.. ماريو فارغاس يوسا آخر أدباء أميركا اللاتينية الكبار

توفي الكاتب الإسباني البيروفي ماريو فارغاس يوسا، الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 2010، عن عمر ناهز 89 عامًا، وذلك يوم الأحد في العاصمة البيروفية ليما. ويُعد فارغاس يوسا آخر ممثل لجيل “الطفرة الأدبية” الذهبية في أميركا اللاتينية. وقد عرفه العالم من خلال أعماله التي جسّدت الواقع الاجتماعي والسياسي لبلاده والمنطقة بأسلوب سردي عميق، جعله […]

NEW COMPO 4 19898989898920×1080 copy

توفي الكاتب الإسباني البيروفي ماريو فارغاس يوسا، الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 2010، عن عمر ناهز 89 عامًا، وذلك يوم الأحد في العاصمة البيروفية ليما.

ويُعد فارغاس يوسا آخر ممثل لجيل “الطفرة الأدبية” الذهبية في أميركا اللاتينية. وقد عرفه العالم من خلال أعماله التي جسّدت الواقع الاجتماعي والسياسي لبلاده والمنطقة بأسلوب سردي عميق، جعله واحدًا من أعظم الكتّاب في القرن العشرين.

“الطفرة الأدبية”.. حقبة لا تُنسى

إلى جانب فارغاس يوسا، ضمّت الطفرة الأدبية -التي عُرفت باسم “إلبوم” (El boom)- نخبة من أعظم كتّاب أميركا الجنوبية، أبرزهم:

  • غابرييل غارسيا ماركيز (كولومبيا)

  • خوليو كورتازار (الأرجنتين)

  • كارلوس فوينتس وخوان رولفو (المكسيك)

وقد أحدث هؤلاء الكتّاب ثورة في عالم الأدب، إذ تخطت أعمالهم الحدود الجغرافية لتصبح من أهم الصادرات الثقافية لأميركا اللاتينية.
كما أثّرت هذه الطفرة على مختلف الفنون الأخرى، من السينما والمسرح إلى الموسيقى والفولكلور، وأسهمت في جعل ثقافات شعوب القارة مرئية عالميًا.

الوداع الأخير.. رسالة من العائلة

في بيان مشترك صدر في الساعة 19:23 بالتوقيت المحلي، أعلن ألفارو فارغاس يوسا، الابن الأكبر للكاتب، خبر الوفاة. ووقّع البيان أيضًا كل من شقيقه غونزالو وشقيقته مورغانا، وجاء فيه:

“ببالغ الحزن نعلن أن والدنا ماريو فارغاس يوسا توفي اليوم في ليما، محاطًا بعائلته، وفي سلام.”

FILE PHOTO: Mario Vargas Llosa, Peruvian writer and Nobel Prize winner, dressed in the traditional attire of French Academicians with his ceremonial epee, poses in the library of the Institut de France before the ceremony during which he will be inducted into the Academie Francaise (French Academy) as an 'Immortal' member, in Paris, France, February 9, 2023. REUTERS/Sarah Meyssonnier/File Photo
ماريو فارغاس يوسا، الكاتب البيروفي الحائز على جائزة نوبل، يرتدي الزي التقليدي للأكاديميين الفرنسيين مع سيفه الاحتفالي (رويترز)

جدل سياسي

وواجه فارغاس يوسا الذي انتخب عضوا في الأكاديمية الفرنسية عام 2021، انتقادات من الدوائر الفكرية في أميركا الجنوبية بسبب مواقفه المحافظة.

ورغم أن الأديب ماريو فارغاس يوسا كان قريبا في موقفه من صديقه المدافع عن إسرائيل خورخي لويس بورخيس (1899-1986)، وكان يُنظر إليه في بلاده (البيرو) باعتباره يمينيا مؤيدا لأميركا، وكان يصف نفسه أحيانا بأنه صديق لإسرائيل، فإنه ذهب بنفسه في رحلات ليتعرف على واقع الحياة الفلسطينية، مما جعل رأيه يتغير من القضية.

وفي منتصف عام 2016، كتب يوسا -الذي حاور بورخيس- مقالا لصحيفة إلباييس الإسبانية ذاتها، وانتقد فيه ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي التي قال إنها “تثير الذعر والاستقرار النفسي للأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاما لتمنع الإرهاب”، وأضاف أن هذه الطريقة تختلف عندما يتعلق الأمر بالبالغين والمشتبه بهم، إذ تشمل “القتل الانتقائي والتعذيب وعقوبات السجن الطويلة والهدم ومصادرة الممتلكات”.

وأبدى الأديب البيروفي الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 2010 تعاطفه مع شبان فلسطينيين حضر بنفسه جلسة لمحاكمتهم، وقال “كان الصباح الذي قضيته معهم في القدس من أكثر ساعات حياتي تنورا”.

سيرة لاتينية

وقال الأديب الراحل قبيل تسلمه جائزة نوبل في عام 2010 “نحن في أميركا اللاتينية حالمون بطبيعتنا، ونواجه صعوبة في التمييز بين الواقع والخيال. ولهذا السبب لدينا موسيقيون وشعراء ورسامون وكتاب بارعون، وكثير من القادة السيئين”.

تُرجمت روايات فارغاس يوسا المحب للغة الفرنسية، إلى حوالي 30 لغة، وكان أول كاتب أجنبي يدخل مجموعة “بلياد” المرموقة خلال حياته في عام 2016، وهو العام الذي بلغ فيه الثمانين من عمره.

وكان المؤلف البيروفي الذي حصل على الجنسية الإسبانية عام 1993، قد قدم قبل بضع سنوات أحدث أعماله بعنوان “النظرة الهادئة (لبيريز غالدوس)”، وهي مقالة أدبية عن الكاتب الإسباني بينيتو بيريس غالدوس (1843-1920).

Mario Vargas Llosa In Conversation With Federal President Frank-Walter Steinmeier At The 20th International Literature Festival Berlin
ماريو فارغاس يوسا (يمين) في حديث مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في مهرجان الأدب الدولي العشرين في برلين 2020 (غيتي)

ولد فارغاس يوسا في أريكيبا في جنوب بيرو في 28 مارس/آذار 1936 لعائلة من الطبقة المتوسطة، ونشأ على يد والدته وعائلتها في بوليفيا ثم في بيرو. بعد دراسته في الأكاديمية العسكرية في ليما، حصل على شهادة في الأدب واتخذ خطواته الأولى في الصحافة.

انتقل في عام 1959 إلى باريس حيث أمضى سنوات “حاسمة”، كما كتب في مقدمة أعماله المنشورة في مجموعة “بلياد”.

وفي العاصمة الفرنسية كتب فارغاس يوسا أولى رواياته. وكان يقول إنه “بفضل (الأديب الفرنسي غوستاف) فلوبير” تعلم أسلوب العمل الذي يناسبه وكيفية أن يصبح “الكاتب الذي أراد أن يكون”.

وفي باريس أيضا -حيث كان فارغاس يوسا مترجما ومعلما للغة الإسبانية وصحفيا في وكالة فرانس برس- تزوج من خوليا أوركيدي، التي كانت تكبره بـ10 سنوات، والتي ألهمت المؤلف لاحقا لكتابة “العمة خوليا والكاتب”.

وبعد سنوات قليلة انفصل عنها وتزوج من قريبته باتريشيا يوسا، وأنجب منها 3 أبناء وظل معها لمدة 50 عاما.

تحولات الروائي والسياسي

انطلقت المسيرة الأدبية للكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا عام 1959، مع صدور مجموعته القصصية الأولى “الزعماء” (Les caïds/Los jefes)، التي شكّلت باكورة إنتاجه الأدبي، وفتحت له باب الدخول إلى المشهد الثقافي في أميركا اللاتينية.

غير أن الانطلاقة الحقيقية نحو الشهرة جاءت بعد سنوات قليلة، حين أصدر روايته “المدينة والكلاب” (La ciudad y los perros) عام 1963، التي لاقت رواجًا نقديًّا وجماهيريًّا واسعًا، وأعقبها عمله الأبرز “البيت الأخضر” (La casa verde) سنة 1966، الذي رسّخ مكانته بين كبار كُتاب جيله.

في عام 1969، عزز فارغاس يوسا حضوره الأدبي برواية “حوار في الكاتدرائية” (Conversación en La Catedral)، التي تُعد من أبرز أعماله وأكثرها تعقيدًا، لما حملته من عمق سياسي ونقد اجتماعي حاد للواقع البيروفي آنذاك.

وواصل الكاتب الحائز على جائزة نوبل للآداب (2010) إبداعاته بروايات متنوّعة، من أبرزها: “بانتاليون والزائرات” (Pantaleón y las visitadoras)، و”حرب نهاية العالم” (La guerra del fin del mundo)، اللتان عكستا اهتمامه بالقضايا الإنسانية والحروب الأيديولوجية، فضلًا عن مذكراته “السمكة في الماء” (El pez en el agua)، التي وثّق فيها تفاصيل حملته الانتخابية للرئاسة في بيرو عام 1990، كاشفًا جانبًا من سيرته الذاتية والتجربة السياسية التي خاضها.

في البداية انجذب فارغاس يوسا إلى أب الثورة الكوبية فيدل كاسترو، لكنه ابتعد عن النظام الشيوعي في عام 1971 عندما أجبرت كوبا الشاعر هيبرتو باديا على القيام بـ”نقد ذاتي”.

كان مرشحا لرئاسة بيرو في عام 1990، وبدا فوزه مؤكدا حتى ظهر مهندس زراعي غير معروف، ألبرتو فوجيموري، وجرى انتخابه على نحو فاجأ الجميع.

ثم تخلى الحائز جائزة نوبل للآداب عن السياسة البيروفية.

ولكنه لم يتوقف أبدا عن متابعة الأخبار الدولية عن كثب، وكان يندد بانتظام بالشعبوية باعتبارها “مرض الديمقراطية”، بما يشمل سياسات تشافيز وكاسترو في أميركا اللاتينية واليمين المتطرف واليسار الراديكالي في أوروبا.

كان فارغاس يوسا صديقا مقربا من الكاتب الكولومبي الشهير غابرييل غارسيا ماركيز، قبل أن تنتهي علاقتهما بسبب جدال غامض. وتعهد فارغاس يوسا بالتكتم إلى الأبد عن الأسباب التي أدت إلى خلافهما.

وبعد أن انفصل عن زوجته الثانية، تصدر الكاتب عناوين الصحف المتخصصة في المشاهير في عام 2015 بسبب علاقته بالمرأة الإسبانية من أصل فلبيني إيزابيل بريسلر، الزوجة السابقة للمغني خوليو إيغليسياس. وأعلنا انفصالهما في نهاية عام 2022.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678