|
عينت شركة باراماونت الكاتبة السابقة في صحيفة نيويورك تايمز، والمؤيدة لإسرائيل، باري وايس، رئيسة لتحرير شبكة CBS “سي بي إس نيوز” بعد استحواذ الشركة على منصة وايس الإعلامية “فري برس”، الأمر الذي اعتبره البعض مؤشرا إضافيا على التحول في هوية الإعلام الأميركي، وانحيازه إلى اليمين.
وستعمل وايس (41 عاما) تحت الإشراف المباشر لديفيد إليسون، نجل الملياردير لاري إليسون، رئيس شركة باراماونت، المعروف بدعمه القوي وتبرعه السخي لإسرائيل، ويرتبط اسمه بتمويل مشروعات استيطانية في فلسطين، كما يقيم علاقة شخصية وثيقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب- بنيامين نتنياهو.
وبصفتها رئيسة التحرير، من المرجح أن تلعب وايس دورا رئيسيا في تشكيل التغطية الإخبارية لـ “سي بي إس نيوز”.
An announcement from @BariWeiss: The Free Press is joining Paramount.
Read more: pic.twitter.com/3PIlAh6gNc
— The Free Press (@TheFP) October 6, 2025
مسيرة مثيرة للجدل بدأت في إسرائيل
وشغلت وايس مناصب تحريرية في وسائل إعلام يهودية في بداية مسيرتها المهنية، بما في ذلك هآرتس وفوروارد وتابلت، وفي عام 2013، انضمت إلى فريق الرأي في وول ستريت جورنال، وانتقلت إلى قسم الرأي في نيويورك تايمز في 2017، حيث بدأت في كتابة عمودها الخاص.
وبعد أشهر من مغادرتها صحيفة نيويورك تايمز عام 2020، بدأت وايس نشرة إخبارية بعنوان “كومون سينس” وتوسعت لتصبح شركة إعلامية ناشئة حملت اسم “فري برس” التي تبث نشرات إخبارية وبودكاست، وحصلت على دعم من مستثمرين، من بينهم مستثمرو رأس المال المخاطر مارك أندريسن وديفيد ساكس والرئيس التنفيذي السابق لشركة ستاربكس هوارد.
ونشرت وايس التي توصف بأنها صهيونية متحمسة، في “فري برس” تقارير وسلاسل مثيرة للجدل، وأخرى روجت للدعاية الإسرائيلية، لا سيما بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وآخر مقال صدر عن المؤسسة اليوم بمناسبة مرور عامين على الحرب في القطاع، يحمل عنوان “الحرب التي انتصرت فيها إسرائيل، والحرب التي يخسرها الغرب”. وللصحفية الأميركية اليهودية وايس، كتاب بعنوان “كيفية محاربة معاداة السامية”.
خضوع الإعلام الأميركي لليمين
ويعكس تعيين باري وايس، المعروفة بمواقفها اليمينية الصهيونية، تحوّل الإعلام الأميركي نحو اليمين وخضوعه المتزايد لضغوط إدارة الرئيس دونالد ترامب، في نظر مراقبين، إذ تسعى الشركات الكبرى لمهادنة التيار المحافظ من أجل حماية مصالحها الاقتصادية والتنظيمية.
وتقول الكاتبة في صحيفة الغارديان البريطانية أوليفر كونروي، إن قرار شركة باراماونت هو علامة واضحة على استمرار انجراف وسائل الإعلام الأميركية العملاقة نحو اليمين، لا سيما وأن مسار وايس المهني الأخير يتماهى مع تحول العديد من شركات الإعلام من حلفاء حذرين للتيار المناهض لترامب إلى متوسلين خائفين أمامه.

ورفع ترامب في العام الماضي دعوى قضائية ضد شبكة “سي بي إس نيوز” بسبب مقابلة أجرتها مع منافسته كامالا هاريس، والتي ادعى أنه قد جرى تحريرها لتبدو أكثر إقناعا للجمهور، وعلى الرغم من أن العديد من المراقبين اعتبروا الدعوى تافهة وقابلة للرفض، إلا أن باراماونت، الشركة الأم للشبكة، اختارت تسوية الدعوى مقابل دفع 16 مليون دولار، كما اختارت كل من منصة يوتيوب وشركة ميتا، وقناة “إيه بي سي” التابعة لشركة ديزني، ومنصة إكس تسوية دعاوى قضائية مماثلة رفعها ترامب.
كما أعلنت شبكة “سي بي إس” الشهر الماضي أنها ستوظف مسؤولا سابقا في إدارة ترامب كـ”أمين مظالم Ombudsman” لمراقبة التحيز في تغطيتها، في حين ألغت لفترة وجيزة برنامج الإعلامي الشهير جيمي كيميل، بعد أن هدد رئيس لجنة الاتصالات الفدرالية (FCC)، بريندان كار، الشبكة على خلفية تعليقات كيميل حول مقتل الناشط اليميني تشارلي كيرك، لا سيما حين قال إن “الكثيرين في أرض (ماغا MAGA) يعملون بجد للاستفادة من مقتل كيرك”، في إشارة إلى استغلال الحدث وتوظيفه من قبل الجمهوريين وأنصار ترامب.
وخلصت الكاتبة كونروي إلى أن الرياح السياسية والثقافية في الولايات المتحدة تتغير بشكل حاد لصالح اليمين، كما أن العديد من شركات الإعلام تثبت أنها ليست ركائز للمبادئ، بقدر ما هي رياح شديدة الحساسية.