تسارع في دوران الأرض
ووفقًا للدراسة التي تصدّرت عناوين الصحف العلمية، فإن الباحثين رصدوا تواريخ محددة يتوقع أن تكون مدة اليوم فيها أقصر من المعتاد، وهي: 9 يوليو، و22 يوليو، و5 أغسطس، بفارق زمني يتراوح بين 1.3 إلى 1.51 ميلي ثانية.
وأشار العلماء إلى أن هذه القيم لا يمكن رصدها بالعين المجردة أو الشعور بها بشكل مباشر، إلا أن أنظمة القياس الذري والتقنيات الحساسة قادرة على تتبع هذا التغير الطفيف بدقة متناهية.
سجل سابق: أقصر يوم كان في 2024
ووفقًا للبيانات المتوفرة، فإن أقصر يوم تم تسجيله حتى الآن كان بتاريخ 5 يوليو/تموز 2024، عندما أكملت الأرض دورتها حول محورها أسرع من المعدل الطبيعي بمقدار 1.66 ميلي ثانية.
تأثيرات محتملة على التكنولوجيا
رغم أن هذه الفروقات الزمنية الصغيرة لا تمثل خطرًا مباشرًا على الحياة اليومية، فإن الأنظمة التكنولوجية المتقدمة مثل الأقمار الصناعية ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) قد تتأثر سلبًا، خصوصًا تلك التي تعتمد على دقة التوقيت في العمليات الملاحية أو الاتصالات الدقيقة.
ويُعد “التوقيت العالمي المنسق” (UTC) المرجع الأساسي لجميع المناطق الزمنية في العالم، ويُجرى تعديله من حين لآخر بإضافة ما يُعرف بـ**”الثواني الكبيسة”** لتعويض الفروقات الناتجة عن التغيرات الطفيفة في سرعة دوران الأرض.
“ثانية كبيسة سلبية” تلوح في الأفق
وفي حال استمر هذا التسارع، فإن الخبراء يتوقعون لأول مرة في التاريخ حدوث ما يُسمى بـ”الثانية الكبيسة السلبية”، أي حذف ثانية واحدة من التوقيت العالمي المنسق بدلاً من إضافتها، وهو أمر لم يُسجل سابقًا في سجلات الزمن.
تصريح علمي: حدث غير مسبوق
وفي تعليق له على الظاهرة، قال دنكان أغنو، أستاذ الجيوفيزياء في معهد سكريبس لعلوم المحيطات بجامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، لصحيفة نيويورك تايمز:
“هذا حدث غير مسبوق وكبير. لن يؤدي إلى كارثة أو خلل عالمي، لكنه بلا شك ظاهرة استثنائية… سيكون الأمر مذهلًا”.
خلفية علمية
يُشار إلى أن سرعة دوران الأرض تتأثر بعدة عوامل، منها حركة لبّ الأرض، وتوزيع الكتل المائية، والتغيرات المناخية، وحتى الزلازل الكبرى. وعلى الرغم من أن هذه التغيرات نادرة، فإنها تشكل تحديًا دقيقًا للفيزياء الزمنية ونظم التوقيت العالمية.