• Home  
  • القمة العربية الإسلامية في الدوحة.. نجاح مرهون بمراجعة التحالفات
- الشرق الأوسط - سياسة

القمة العربية الإسلامية في الدوحة.. نجاح مرهون بمراجعة التحالفات

Published  بين الصدمة من الهجوم الإسرائيلي على قطر، وتناقضات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأنه، نجحت الدبلوماسية القطرية في استضافة قمة عربية إسلامية -خلال وقت قياسي- لمناقشة تداعيات هذا الاعتداء، متيحة الفرصة للقادة والزعماء لمناقشة خطة تردع العدوان الإسرائيلي المتصاعد على بعض البلدان العربية والإسلامية. وبين النجاح في التوصل لعقد القمة المشتركة، وعدم النجاح في اتخاذ […]

القمة العربية الإسلامية في الدوحة.. نجاح مرهون بمراجعة التحالفات

بين الصدمة من الهجوم الإسرائيلي على قطر، وتناقضات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأنه، نجحت الدبلوماسية القطرية في استضافة قمة عربية إسلامية -خلال وقت قياسي- لمناقشة تداعيات هذا الاعتداء، متيحة الفرصة للقادة والزعماء لمناقشة خطة تردع العدوان الإسرائيلي المتصاعد على بعض البلدان العربية والإسلامية.

وبين النجاح في التوصل لعقد القمة المشتركة، وعدم النجاح في اتخاذ إجراءات ملموسة ضد تل أبيب، يتجلّى أن الأوراق الرابحة التي يمكن استثمارها في توقيف العدوان الإسرائيلي كثيرة، لكنها تحتاج إلى من يؤمن بها عبر تفعيلها في كثير من المجالات المختلفة.

اقرأ أيضا

list of 2 itemsend of list

وحول هذه الرؤية والتحليل، نشر مركز نيوز عربي للدراسات قراءة للباحث الدكتور عبد الله العمادي بعنوان “قمة الدوحة العربية الإسلامية: نجاح ينتظر أن يكتمل”، ناقش فيها وقع الضربة المفاجئة للعاصمة الدوحة، وتناقضات الإدارة الأميركية بشأنها، مستعرضا انعقاد القمة العربية الإسلامية ونجاحاتها التي لا تزال رهينة لمواقف تحتاج إلى عمل جماعي مشترك.

نجاح الدبلوماسية القطرية

يمكن القول إن الدوحة نجحت في لفت أنظار العالم نحو أهميتها بعد الهجوم الذي خطط له رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية– من أجل استهداف قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الموجودين على أرضها، إذ حظيت بتضامن عالمي واسع، وإدانة دولية شديدة للكيان الإسرائيلي.

ومن تجليات النجاح الدبلوماسي للدوحة تنظيم واستضافة قمة عربية إسلامية على أرضها في وقت سريع لإتاحة الفرصة للقادة والزعماء من أجل مناقشة وسائل الردع لحكومة نتنياهو.

وقد نجحت قطر في تحقيق الهدف من هذا التجمع العربي الإسلامي الكبير، الذي تم الإعداد له في وقت قياسي، حيث أكد الجميع على أهمية دورها الذي تقوم به في أحداث قطاع غزة وغيرها من جهود عمليات إحلال السلام حول العالم.

وفي السياق ذاته، نجحت قطر في لفت انتباه العالم إلى ما يحدث في غزة من عدوان وحملة إبادة ممنهجة، إذ كانت كلمات معظم الزعماء والقادة -إضافة إلى أنها تضامنية مع قطر- واضحة المطالب والمغزى فيما يتعلق بالعدوان على قطاع غزة، والدعوة إلى إجراءات وخطوات جادة.

ودعت القمة إلى اتخاذ مجموعة من الخطوات، أهمها تفعيل المقاطعة التجارية والدبلوماسية مع الكيان الإسرائيلي، وكذا تفعيل آليات التعاون العسكري بين الدول الأعضاء في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

نجاح غير مكتمل

وأشار الباحث عبد الله العمادي إلى أن النجاح في عقد القمة ما زال غير مكتمل، قائلا إن التنديد وحده لا يكفي حتى ولو كان بأشد العبارات، لأن أحداث الماضي تثبت أن النظام الإسرائيلي لا يرتدع بالبيانات الشفهية والنظرية التي ظلت تصدر عن القمم العربية والإسلامية على مدى أكثر من 50 عاما.

والواقع أن النجاح الفعلي للقمة لن يكتمل إلى إلا إذا تمت الموافقة على تنفيذ إجراءات عملية بالتعاون بين الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، مثل دعوة رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم لقطع العلاقات التجارية والدبلوماسية مع تل أبيب.

ومن ضمن الإجراءات التي يمكن أن تساهم في اكتمال نجاح القمة إذا تم اتخاذها، إعادة تقييم معاهدات السلام الموقعة بين إسرائيل وبعض الدول العربية، وكذا الوقف الفوري لأي إجراءات تطبيعية تقوم على إعدادها بعض دول الجامعة العربية أو منظمة التعاون الإسلامي مع هذا النظام.

العلاقة مع أميركا

وتشير القراءة التي نشرها مركز نيوز عربي للدراسات إلى أن الولايات المتحدة لم تقم بما تمليه العلاقات والمصالح المشتركة مع الدوحة إزاء الضربة الإسرائيلية، رغم أن الرئيس ترامب أشاد لاحقا بقطر وصداقتها مع بلاده.

وتفيد بعض المؤشرات بأن الولايات المتحدة مقبلة على فترة صعبة جعلت البعض يتنبأ بانكفائها على ذاتها، إذ تتصاعد فيها التوترات الداخلية، بالإضافة إلى حدة الانقسامات بين اليمين واليسار، مما قد يتسبب في المستقبل في اندلاع حرب أهلية.

ومن شأن هذه التنبؤات والمعطيات أن تدفع بدول العالمين العربي والإسلامي إلى مراجعة العلاقات مع الولايات المتحدة استعدادا لنتائج ما سيجري عليها من مقتضيات السنن الكونية حيث التداول الحضاري بين الأمم والشعوب.

ويدعم هذا الطرح أن الولايات المتحدة في الوقت الحالي تشهد تحولات في سياستها العالمية، حيث رفعت شعار “أميركا أولا”، مما يعني تنصّلها من التزاماتها تجاه العالم بوصفها قوة دولية اعتبرت نفسها تمتلك زمام قيادة العالم بعد سقوط الاتحاد السوفياتي.

وقد تدفع هذه المؤشرات بالدول العربية والإسلامية إلى مراجعة علاقاتها مع الولايات المتحدة من خلال بناء تحالفات ومعاهدات عسكرية واقتصادية مع قوى أخرى صاعدة في هذا العالم، مثل الصين التي بدأ نجمها يظهر بشكل كبير في الآونة الأخيرة.

أوراق رابحة

وتمتلك الدول العربية والإسلامية بعض الأوراق الرابحة التي يمكن أن تستثمر بشكل جماعي وتساعد في ردع العدوان الإسرائيلي المتصاعد، وتوقيف نظرة التوسع في التمدد عبر تجاوز فلسطين إلى دول أخرى في المنطقة.

ومن أهم هذه الأوراق التي يمكن أن تدفع في سبيل تحقيق تلك الطموحات: الخروج من العباءة الأميركية من خلال الدخول في اتفاقيات جديدة مع دول صاعدة، وكذا استثمار العداء المتصاعد في المجتمع الأميركي للصهيونية ولسياسات الاحتلال الإسرائيلي.

وقد تساهم هذه الإجراءات بشكل فعال في انحسار الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين، خاصة أن الولايات المتحدة هي الرئة التي يتنفس بها الكيان المحتل.

وتعتبر هذه التحولات فرصا أمام الدول العربية والإسلامية يجب استثمارها في الوقت المناسب، والقمة الأخيرة في الدوحة أظهرت أن الأمة يمكن أن تلعب دورها، لكنها تحتاج الإيمان بالقدرات، وتفعيل الطاقات.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678