فبعد أقل من أسبوعين على مقتل رئيس حكومة الحوثيين وعدد من المسؤولين في غارة إسرائيلية استهدفهم خلال اجتماع في صنعاء أواخر الشهر الماضي، قصف الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء مقر وزارة الدفاع وهيئة الإعلام ومقار أخرى، حسب ما أكده وزير الدفاع يسرائيل كاتس.
وجاء القصف بعد يومين من قصف الحوثيين صالة المسافرين بمطار رامون الإسرائيلي، وبعد نحو أسبوع من إطلاق تل أبيب قمرا صناعيا تجسسيا لجمع مزيد من المعلومات عن البنية العسكرية لأنصار الله، كما يقول الخبير العسكري العقيد ركن حاتم الفلاحي.
ويهدف القمر العسكري -حسب ما قاله الفلاحي في تحليل للجزيرة- جمع معلومات دقيقة عن تحركات الحوثيين والمواقع التي يمكن ضربها خلال الفترة المقبلة، بعدما تمكنت الحركة اليمنية من إخفاء البنية التي تنطلق منها هجماتها.
وحتى لو لم يتمكن هذا القمر من التوصل للبنية التحتية التي يستخدمها الحوثيون لضرب إسرائيل، فإن الأخيرة تحاول ممارسة الضربات العقابية التي تستهدف بنية حكومية واقتصادية لوقف الهجمات الحوثية، برأي الفلاحي.
في الوقت نفسه، تحاول إسرائيل من خلال الضربات إضعاف “محور المقاومة” والتأثير على قدراته العسكرية، فضلا عن تدمير البنية المدنية لوضع الحوثيين تحت ضغط داخلي، وفق الفلاحي، الذي يرجح مواصلة الحوثيين ضرباتهم كما حدث خلال العامين الماضيين.
وعزا الخبير العسكري احتمالية مقدرة الحوثيين على مواصلة هجماتهم، بسبب فشل الغارات العديدة التي شنتها إسرائيل على اليمن ولم تتمكن من خلالها من وقف صواريخ الحوثي ومسيّراته، ولم تنجح في فك الحصار البحري الذي يفرضه على السفن التابعة لها أو المتعاملة معها.
الحوثيون أوجعوا إسرائيل
كما أن الضربات الحوثية الأخيرة أوجعت إسرائيل لأنها تضمنت صواريخ قابلة للتشظي وإحداث أضرار كبيرة، فضلا عن قدرة المسيّرات على تجاوز منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.
وعلى سبيل المثال، يرى الفلاحي أن ضرب وحدة الإعلام التابعة للحوثيين لن يؤثر على قدرات الجماعة العسكرية، ومن ثم فإن استهدافها لا يتجاوز كونه نوعا من الرد العقابي على فشل تل أبيب في التصدي للصواريخ والمسيّرات، حتى عندما استعانت بتحالف “حارس الازدهار” الذي ضم دولا كبرى منها الولايات المتحدة وبريطانيا.
وبعد ضربة اليوم، أكد الحوثيون أنهم تمكنوا من تقليل آثارها، وتعهدوا بعدم التوقف عن دعم الفلسطينيين في قطاع غزة.
وطالت الغارات الإسرائيلية مواقع في العاصمة صنعاء ومدينة الجوف، وقال الناطق العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، إن الدفاعات الجوية تتصدى للطائرات الإسرائيلية، وإنها “تمكنت من إفشال الجزء الأكبر من الهجوم الصهيوني”.