[ad_1]
وليد الهودلي يكشف في روايته “الغرفة الزهراء” تفاصيل حياة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية
قال وليد الهودلي، الأسير المحرر والكاتب الروائي الفلسطيني، إنه اكتشف في سجون الاحتلال الإسرائيلي “زنزانة تزهر الرجال والأفكار والصمود”، إذ كانت السجون في ظاهرها مليئة بالمعاناة والألم، لكنها كانت في باطنها “رحمة وفكرة”.
“الغرفة الزهراء”… رواية تتجسد فيها معاناة الأسرى
تأتي هذه الرؤية في روايته الجديدة “الغرفة الزهراء”، التي صدرت الأسبوع الماضي، والتي تحتوي على 286 صفحة من السرد الروائي المميز. في هذه الرواية، تتجسد شخصيات أربعة من الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم في التبادل الأخير بين حركة حماس وإسرائيل، وهم: نائل البرغوثي، نضال زلوم، علاء البازان، وعبد الرحمن عيسى.
وليد الهودلي، اللاجئ الفلسطيني الذي يعيش في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، هو مؤلف حوالي 20 كتابًا ورواية، بعض منها تحول إلى أفلام سينمائية، ومن أبرز مؤلفاته “مدافن الأحياء”، “فرحة”، “ليل غزة الفسفوري”، و**”الشعاع القادم من الجنوب”**. وقد أمضى الهودلي 14 عامًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث عاش مع الأسرى الأربعة سنوات طويلة خلف القضبان.
شخصيات تاريخية في روايته
في مقابلة مع نيوز عربي، أشار الهودلي إلى أن “هذه الغرفة” في السجون الإسرائيلية كانت المكان الذي شهد حياة العديد من القادة الفلسطينيين الذين يعتبرون رموزًا في مقاومة الاحتلال. وأضاف أن شخصية يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كانت حاضرة في الرواية، إلى جانب شخصيات أخرى مثل حسن نصر الله (الأمين العام الأسبق لـ”حزب الله” اللبناني)، صالح العاروري (قائد حماس في الضفة الغربية)، وإسماعيل هنية (الرئيس الأسبق للمكتب السياسي لحماس)، مشيرًا إلى أن هؤلاء القادة كانوا جزءًا من الشهادة والفعل المقاوم في الرواية.
وأوضح الهودلي أن السنوار كان له دور مميز في الرواية، لأنه كان يشكل أحد العناصر المؤثرة في حياة الأسرى الذين عاشوا معه في السجون. وأضاف أن هذه الشخصيات كانت تستذكره في كل مفصل من مفاصل الحرب.
التوحش في السجون بعد 7 أكتوبر
يتناول الهودلي في روايته أحداثًا وقعت بعد 7 أكتوبر 2023، الذي شهد الهجوم الذي شنته حماس على المستوطنات والقواعد العسكرية الإسرائيلية في سياق رد على ما وصفته الحركة بـ”الجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني والمقدسات، وخاصة المسجد الأقصى”. ويصف الهودلي في روايته ما تعرض له الأسرى الفلسطينيون من توحش وتنكيّل في السجون بعد هذا التاريخ.
وأشار الهودلي إلى أن الطوفان الذي شهدته غزة وتوثيق هذه الأحداث كان دافعًا له لكتابة رواية تُسلط الضوء على الملحمة الفلسطينية في السجون وفي قطاع غزة في ذات الوقت.
الأدب الفلسطيني في مواجهة الجرائم الإسرائيلية
وأكد الهودلي أن الأدب الفلسطيني يجب أن يلعب دورًا في توثيق الأحداث الكبيرة التي تمثل الجرائم الصهيونية والبطولات الفلسطينية، وألم الشعب الفلسطيني. وأوضح أن الرواية تأتي لتكون سردية فلسطينية تعكس هذه اللحظات التاريخية وتوثق معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ارتكبت إسرائيل، بدعم أمريكي، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 163 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن 14 ألف مفقود. هذا الدمار الهائل يستمر في التأثير على الفلسطينيين في قطاع غزة وأماكن أخرى.
تجسد “الغرفة الزهراء” تجربة الأسرى الفلسطينيين وتسلط الضوء على المقاومة والصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي، لتكون رواية تضاف إلى الأدب الفلسطيني الذي يواصل تسليط الضوء على المعاناة والألم في ظل التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني.

وليد الهودلي: “الغرفة الزهراء” تكشف عن معاناة الأسرى في سجن نفحة
أوضح وليد الهودلي، الأسير المحرر والكاتب الفلسطيني، أن محور روايته الجديدة “الغرفة الزهراء” يركز على زنزانة في سجن نفحة، الواقع في جنوب إسرائيل، حيث أمضى مجموعة من الأسرى الفلسطينيين سنوات طويلة خلف القضبان.
وقال الهودلي إن الأسرى الأربعة الذين تم تسليط الضوء عليهم في الرواية هم من الأسرى الذين قضوا أحكامًا طويلة جدًا في السجون الإسرائيلية، ومن بينهم: نائل البرغوثي الذي أمضى 44 عامًا في السجون، وعلاء البازيان الذي أمضى 40 عامًا، ونضال زلوم وعبد الناصر عيسى اللذان أمضيا 30 عامًا لكل منهما.
صراعين متوازيين: الحرب في غزة والعذاب في السجون
وأشار الهودلي إلى أن الرواية تتتبع كيف عاش هؤلاء الأسرى مع عذابات السجون في فترة حرجة، وكيف تعاملوا مع معاناتهم النفسية والمعنوية في ظل الظروف القاسية. كما تتناول كيفية تداول الأسرى أخبار الحرب في غزة والنقاشات التي دارت بينهم حول هذه الأحداث الهامة.
وأضاف أن الرواية تتمحور حول خطين متوازيين، الأول يتعلق بمسار الحرب في غزة، بينما الثاني يتناول التعذيب والتوحش الذي تعرض له الأسرى في السجون. وتابع قائلاً: “نحن أمام مجزرتين: الأولى بالدم والتدمير في غزة، والثانية بالعذاب والتنكيل في السجون”.
الرواية تسلط الضوء على الخبرة والمعاناة
وأوضح الهودلي أن الرواية تتابع كيف عاش الأسرى القدامى، الذين أصبحوا خبراء في مجالات الفكر والشأن الفلسطيني والإسرائيلي نتيجة سنواتهم الطويلة في السجون. وأشار إلى أن كل المناقشات التي دارت بين هؤلاء الأسرى كانت تدور في إطار عقولهم الكبيرة وخبراتهم الواسعة.
“الغرفة الزهراء”: رمزية الألم والأمل
وعن سبب اختيار “الغرفة الزهراء” كعنوان للرواية، قال الهودلي إن “الغرفة” كانت تمثل المكان الذي أزهرت فيه الأفكار والأبطال. وأكد أن هذه الزنزانة، رغم ما تحمل من عذاب وآلام، كانت مكانًا حيث تم صقل النفوس وتكوين شخصيات ثورية تحت وطأة المعاناة.
وأوضح الهودلي أن “الغرفة الزهراء” أنتجت أفكارًا ومشاريع سياسية، وعكست جوانب إنسانية وروحية، إضافة إلى كونها مصدرًا لالتربية الأخلاقية والدينية والأدبية. وقال: “رغم العذاب الظاهر، كانت الغرفة مليئة بالرحمة والفكرة.”

وليد الهودلي: “الغرفة الزهراء” تعكس معاناة الأسرى الفلسطينيين وآلامهم
قال وليد الهودلي، الأسير المحرر والكاتب الفلسطيني، إن روايته الجديدة “الغرفة الزهراء” تتابع أحداثًا حية ومؤلمة من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث قرر أن يتناول الأحداث الجارية في الرواية مع تقمص شخصيات الأسرى، ليجسد معاناتهم بطريقة أدبية وفنية تتناسب مع كل شخصية منهم.
وأوضح الهودلي أن رسم الشخصيات في الرواية كان أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة له، حيث ركز على كيفية تفكير الأسرى، شعورهم، تحركاتهم، ونقاشاتهم، مشيرًا إلى أن كل تفاصيل الحياة داخل السجون كانت تشكل جزءًا أساسيًا من العمل الأدبي، وكذلك الأحداث التي جرت في غزة.
صعوبة تحويل الألم إلى لغة فنية
وأشار الهودلي إلى أن أكبر تحدٍ واجهه أثناء كتابة الرواية كان تحويل الألم الذي يشعر به من تلقي أخبار الأسرى المروعة إلى عمل أدبي درامي مشوق وسلس. وقال: “أن تفرغ الألم إلى لغة جميلة وشائقة هو أمر مؤلم جدًا، ولكنني حاولت أن أقدمه بطريقة تتناسب مع الطابع الأدبي للرواية.”
الصعوبات في نشر الرواية
وفيما يتعلق بنشر “الغرفة الزهراء”، كشف الهودلي عن الصعوبات التي واجهها جراء التضييق الإسرائيلي، حيث تمارس سلطات الاحتلال ضغوطًا شديدة على كل من يحاول كسر السردية الإسرائيلية. ورغم هذه التحديات، أبدى الهودلي تفاؤله بنجاح الرواية، مؤكدًا أنها ستلقى إعجابًا كبيرًا لأنها تلامس الألم الفلسطيني وتعرض قوة الإرادة لدى الأسرى الفلسطينيين.
الفضل للطوفان الفلسطيني
واعتبر الهودلي أن الطوفان الفلسطيني، الذي حدث في “طوفان الأقصى”، قد لعب دورًا محوريًا في تغيير الواقع، مشيرًا إلى أن هذا الهجوم كشف عن فشل إسرائيلي ذريع في العديد من الجوانب العسكرية والأمنية. وأكد أن العقل الفلسطيني قادر على التغلب على العقل الصهيوني في الميدان، وكذلك في الفكرة، الأدب، والثقافة.
خاتمة
رواية “الغرفة الزهراء” هي شهادة حية على معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وسرد أدبي يعكس الأمل والصمود في ظل أصعب الظروف. الهودلي يقدم من خلالها نظرة ثاقبة على الأحداث في السجون الفلسطينية وقطاع غزة، ويبرهن على أن الإبداع الأدبي يمكن أن يكون سلاحًا قويًا في مواجهة الاحتلال والتضييق.
[ad_2]