• Home  
  • العراق يوقع مذكرة تفاهم مع شركة أميركية لإنتاج 24 ألف ميغاوات من الكهرباء
- اقتصاد

العراق يوقع مذكرة تفاهم مع شركة أميركية لإنتاج 24 ألف ميغاوات من الكهرباء

بغداد تتجه نحو حل جذري لأزمة الكهرباءفي خطوة وُصفت بأنها تاريخية، وقّعت الحكومة العراقية يوم الأربعاء الماضي تفاهمين إستراتيجيين في قطاع الطاقة. تهدف هذه التفاهمات إلى التخفيف من حدة انقطاع الكهرباء المستمر في البلاد منذ سنوات. اتفاق مع “جي إي ڤيرنوڤا” لتوليد الطاقة الغازيةوقعت بغداد مذكرة تفاهم مع شركة “جي إي ڤيرنوڤا” الأميركية. وتستهدف هذه […]

صص 1741600981

بغداد تتجه نحو حل جذري لأزمة الكهرباء
في خطوة وُصفت بأنها تاريخية، وقّعت الحكومة العراقية يوم الأربعاء الماضي تفاهمين إستراتيجيين في قطاع الطاقة. تهدف هذه التفاهمات إلى التخفيف من حدة انقطاع الكهرباء المستمر في البلاد منذ سنوات.

اتفاق مع “جي إي ڤيرنوڤا” لتوليد الطاقة الغازية
وقعت بغداد مذكرة تفاهم مع شركة “جي إي ڤيرنوڤا” الأميركية. وتستهدف هذه الاتفاقية إنتاج 24 ألف ميغاوات من الطاقة الغازية، تُضاف إلى الشبكة الوطنية للكهرباء. تمثل هذه الخطوة نقلة نوعية في جهود تعزيز إنتاج الطاقة باستخدام الموارد المتوفرة محليًا.

مشروع طاقة شمسية مع “يو جي تي رينوابل”
كما وقعت الحكومة العراقية اتفاقًا آخر مع مجموعة “يو جي تي رينوابل” الأميركية. يهدف هذا المشروع إلى إنشاء منظومة متكاملة للطاقة الشمسية بقدرة إنتاجية تبلغ 3 آلاف ميغاوات. إضافة إلى ذلك، يشمل المشروع تحديثًا واسعًا للبنية التحتية، ونقلًا للتكنولوجيا بدعم من تمويل دولي.

التحول نحو الاستقلال الطاقي
جاءت هذه الاتفاقيات في توقيت حساس، إذ يسعى العراق إلى تنويع مصادر إنتاج الطاقة بعد إعلان الولايات المتحدة إلغاء الاستثناء الذي كان يسمح لبغداد باستيراد الغاز من إيران. وتزوّد طهران العراق بنحو 50 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا. هذا الغاز يغطي قرابة ثلث الحاجة المحلية، ويُستخدم لإنتاج ما بين 6 و7 آلاف ميغاوات من الكهرباء.

تسعى بغداد من خلال هذه المشاريع إلى تقليل الاعتماد على الخارج، وتحقيق استقلال طاقي يمكن أن يسهم في استقرار قطاع الكهرباء ويقلل من الانقطاعات المزمنة التي تؤثر على حياة المواطنين.

الولايات المتحدة تعلن إنهاء الاستثناء الذي منحته لبغداد لاستيراد الغاز من إيران (رويترز)

“جي إي ڤيرنوڤا”.. 24 ألف ميغاوات إضافية

وزير الكهرباء العراقي، زياد علي فاضل، أكد في تصريحات خاصة لـنيوز عربي”، أن الاتفاقية مع “جي إي ڤيرنوڤا” تشكل نقلة محورية في مساعي إنهاء أزمة الكهرباء المزمنة، موضحًا أنها ستضيف 24 ألف ميغاوات جديدة بإنشاء محطات كهربائية عالية الكفاءة تعمل بأنواع متعددة من الوقود.

وبيّن الوزير، أن 7700 ميغاوات من هذه القدرة ستُولّد بتقنية الدورة المركّبة، وتوفّر إنتاجًا إضافيًا بكفاءة عالية وتقلل من استهلاك الوقود.

وأوضح، أن تفاصيل التكاليف والجداول الزمنية للمشروع ستُحدّد عند توقيع العقد النهائي، حيث تمثل الاتفاقية الحالية إطارًا تمهيديًا يشمل الجوانب الفنية والمالية للعقد الكامل.

وأشاد الوزير بخبرة شركة “جي إي ڤيرنوڤا”، المعروفة سابقًا بـ”جنرال إلكتريك”، واصفًا إياها بأنها “من كبرى الشركات الرائدة عالميًا في مجال توليد ونقل الطاقة، وتُسهم حاليًا في إنتاج نحو 25% من الكهرباء على مستوى العالم”.

وأكد أن الحكومة العراقية أدرجت منذ تشكيلها إستراتيجية واضحة لتنويع مصادر الطاقة، وتحديث البنية التحتية الكهربائية، معتبرًا، أن الاتفاقية مع “ڤيرنوڤا” تمثل “خطوة محورية نحو تحقيق هذه الأهداف، وإنهاء معاناة المواطن مع الانقطاعات المتكررة”، إلى جانب تعزيز العلاقات الاقتصادية والتقنية مع الولايات المتحدة.

طاقة نظيفة مستدامة

أما الاتفاقية الثانية الموقّعة مع مجموعة “يو جي تي رينوابل” الأميركية، فتتضمن إنشاء مشروع للطاقة الشمسية بقدرة 3 آلاف ميغاوات، إلى جانب تطوير البنية التحتية اللازمة، ضمن خطة تهدف إلى توسيع الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.

وبحسب بيان وزارة الكهرباء، فإن المشروع سيتضمن نقلًا للتكنولوجيا وتدريب الكوادر العراقية، بتمويل دولي، ويهدف إلى خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتحقيق أهداف العراق المناخية في تقليل الانبعاثات.

تحديات هيكلية لا تزال قائمة

ورغم الطموح الكبير الذي تحمله هذه الاتفاقيات، فإن خبراء الطاقة يشيرون إلى تحديات عميقة قد تعيق التنفيذ الكامل للأهداف المعلنة. ويؤكد خبير الطاقة بلال خليفة، أن توقيت توقيع الاتفاقية قد يرتبط بتوجهات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الساعي إلى دفع حلفائه إلى الاستثمار في الشركات الأميركية، لكنه حذّر من أن قطاع الكهرباء في العراق يعاني مشكلات هيكلية في جميع مراحله: من التوليد إلى النقل ثم التوزيع.

وقال خليفة لـنيوز عربي: “العراق يعاني في فصل الصيف من عجز كهربائي يتراوح بين 10 إلى 12 ألف ميغاوات، رغم تصريحات وزارة الكهرباء بأن الإنتاج يصل إلى 27 ألف ميغاوات”، مشيرًا إلى أن الإنتاج الفعلي لا يتجاوز 18 ألف ميغاواط في الوقت الحالي.

كما لفت إلى أن “مشكلة النقل لم تُعالج بعد، وشبكات التوزيع داخل المدن تعاني من تهالك شديد وارتفاع في الاستهلاك نتيجة التوسع العمراني”، مضيفًا، أن “مشكلة الجباية الضعيفة، خاصة من الشركات والوزارات الحكومية، تُضعف من قدرة القطاع على التحديث والصيانة”.

A man works on an electrical generator board during power outages in Basra, Iraq August 21, 2021. Picture taken August 21, 2021. REUTERS/Essam al-Sudani
الكهرباء في العراق تعاني مشكلات هيكلية من التوليد إلى النقل ثم التوزيع (رويترز)

أزمة الغاز.. عقدة متجددة

واحدة من أبرز العقبات التي أشار إليها خليفة هي نقص الغاز الطبيعي، إذ يستهلك العراق قرابة 70% من إنتاجه من الغاز المصاحب، والذي يبلغ نحو ملياري قدم مكعب قياسي يوميًا. أما المحطات الجديدة، فتحتاج إلى 5 مليارات قدم مكعب قياسي يوميًا، وهو رقم يصعب تحقيقه حتى مع استئناف الاستيراد من إيران.

واقترح خليفة التفكير في بدائل أكثر استدامة، مثل استيراد الغاز من قطر عبر أنبوب بري أو بحري لتجنب تكلفة الغاز المسال، مع التحذير من أن تشغيل المحطات بالوقود الثقيل أو النفط الخام سيرفع من تكاليف الصيانة ويؤثر سلبًا على حصة العراق في إنتاج النفط ضمن منظمة أوبك.

وفي إشارة لافتة، لمّح خبير الطاقة إلى أن الاتفاقية مع الشركات الأميركية قد تكون ناتجة عن ضغوط سياسية من إدارة الرئيس ترامب، الذي سبق أن دعا إلى تعزيز الاستثمارات الأجنبية في السوق الأميركية، معتبراً أن “العراق قد يسعى من خلال هذه الاتفاقية إلى تجنّب قرارات سلبية محتملة من واشنطن”.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678