• Home  
  • الصداع النصفي.. أسبابه وأعراضه وتأثير الصيام عليه
- صحة

الصداع النصفي.. أسبابه وأعراضه وتأثير الصيام عليه

عمان – نيوز عربي يُعد الصداع النصفي (الشقيقة) من الحالات الصحية الشائعة التي تؤثر على العديد من الأشخاص، ويتميز بألم نابض أو خافق في جانب واحد من الرأس، وغالباً ما يصاحبه غثيان وقيء، بالإضافة إلى الحساسية المفرطة للضوء والصوت. خلال شهر رمضان، قد يعاني بعض الصائمين من زيادة في تكرار نوبات الصداع النصفي، نتيجة للعديد […]

image 172

عمان – نيوز عربي
يُعد الصداع النصفي (الشقيقة) من الحالات الصحية الشائعة التي تؤثر على العديد من الأشخاص، ويتميز بألم نابض أو خافق في جانب واحد من الرأس، وغالباً ما يصاحبه غثيان وقيء، بالإضافة إلى الحساسية المفرطة للضوء والصوت.

خلال شهر رمضان، قد يعاني بعض الصائمين من زيادة في تكرار نوبات الصداع النصفي، نتيجة للعديد من العوامل المرتبطة بتغير نمط الحياة خلال فترة الصيام.

وفي هذا السياق، يوضح أخصائي أمراض الدماغ والأعصاب، الدكتور أيمن المومني، أن الصداع النصفي، أو الشقيقة، يُعتبر من أنواع الصداع الأولي، وهو نوع من الصداع الذي لا يوجد سبب دقيق معتمد له. ورغم وجود عدة نظريات تفسر أسبابه، إلا أنه لم يتم إثبات أي منها بشكل قاطع، مما يترك الصداع النصفي مجهول الأسباب حتى الآن.

ويتميز الصداع النصفي عن أنواع الصداع الأخرى بكونه غالباً نصفياً، أي يصيب أحد جانبي الرأس، سواء الأيمن أو الأيسر، وقد يبدأ في أحد الجانبين ثم ينتقل ليشمل الجهة الأخرى. يُعتبر الصداع النصفي أكثر شيوعاً بين النساء، لكن السبب وراء ذلك لا يزال غامضاً، كما أن هناك تنوعاً في أشكاله وأعراضه.

د. أيمن المومني
أخصائي أمراض الدماغ والأعصاب، الدكتور أيمن المومني : “الصيام قد يزيد من تكرار حدوث نوبات الصداع النصفي” 

الأعراض الشائعة للصداع النصفي

يوضح الدكتور أيمن المومني، أخصائي أمراض الدماغ والأعصاب، أن الصداع النصفي عادة ما يظهر على شكل ألم نابض، وهو النوع الذي يميز الصداع النصفي عن غيره من أنواع الصداع الأخرى مثل الألم الشديد أو الوخز. يتركز الألم غالباً حول العين في الجهة المصابة، ويرافقه عادةً حساسية مفرطة للضوء والصوت، وقد يترافق أيضاً مع حساسية شديدة تجاه الروائح.

كما قد ترافق نوبة الصداع النصفي أعراض إضافية، مثل انتفاخ الجفن، زيادة إفراز الدموع، وسيلان الأنف. تستمر نوبة الصداع عادة بين 4 ساعات إلى 3 أيام.

الأسباب المحتملة للصداع النصفي

يشير المومني إلى أنه رغم عدم وجود سبب دقيق للصداع النصفي، إلا أن هناك بعض العوامل الوراثية التي قد تلعب دوراً في حدوثه، حيث تعاني بعض العائلات من تكرار هذه النوبات أكثر من غيرها. وقد أظهرت الدراسات أن بعض أنواع الصداع النصفي، مثل الصداع المصحوب بشلل نصفي مؤقت، يتواصل لعدة أيام وقد يكون وراثياً، حيث تم التعرف على الجينات المسؤولة عنه.

أما بالنسبة للصداع النصفي العادي، فلا يزال سبب حدوثه غير معروف بشكل كامل، ولكن بعض الدراسات تشير إلى أن بعض الأطعمة قد تحفز نوبات الصداع النصفي، مثل الأجبان والشوكولاتة الداكنة.

تشخيص الصداع النصفي

يشير المومني إلى أن تشخيص الصداع النصفي يعتمد أساساً على الأعراض التي يصفها المريض. في حالات معينة، قد يعاني المريض من أعراض إضافية تدفع الطبيب للبحث عن أسباب أخرى قد تكون وراء حدوث الصداع، مثل:

  • تسارع وصول الألم إلى شدته القصوى
  • حدوث الصداع لأول مرة بشكل غير مألوف
  • وجود أعراض إضافية مثل الدوخة، أو الخدر، أو التنميل في الأطراف

في مثل هذه الحالات، قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات إضافية مثل التصوير الدماغي أو الرنين المغناطيسي لاستبعاد أسباب أخرى للصداع. في حالة الصداع النصفي، تكون نتائج الفحوصات غالباً طبيعية، دون وجود أي علامات مرضية تفسر حدوثه.

تأثير الصيام على الصداع النصفي

يفيد المومني أن الصيام قد يؤدي إلى زيادة في تكرار نوبات الصداع النصفي، حيث إن هذا النوع من الصداع يأتي في شكل نوبات متقطعة، وقد يؤدي التغير في نمط الحياة أثناء الصيام إلى زيادة معدل حدوثها. ومن المهم التمييز بين “صداع الصيام” والصداع النصفي، حيث يتشابه الصداع الناتج عن الصيام في أعراضه مع الصداع النصفي، مما قد يؤدي إلى الخلط بينهما.

عوامل تزيد من احتمال حدوث الصداع أثناء الصيام

يشير المومني إلى عدة عوامل قد تساهم في زيادة احتمالية حدوث الصداع أثناء فترة الصيام، مثل:

  • فصل السنة: الصيام في فصل الصيف يختلف عن الصيام في الشتاء، حيث يكون الجسم أكثر عرضة للجفاف في الصيف، مما قد يزيد من شدة تكرار الصداع.
  • مستوى السكر في الدم: هناك جدل علمي حول تأثير انخفاض مستويات السكر في الدم على الصداع. في حين تؤكد بعض الدراسات على هذا التأثير، تنفي دراسات أخرى أن يكون له دور كبير.
  • عدد ساعات الصيام: كلما طالت مدة الصيام، زادت احتمالية حدوث الصداع، وخاصة في الأيام التي يكون فيها النهار طويلاً.

هذه العوامل وغيرها تساهم في تزايد حدة الصداع النصفي لدى الصائمين، ما يتطلب الوعي والاهتمام بالصحة العامة خلال فترة الصيام.

د. محمود مناصرة
أخصائي علاج الألم التداخلي والرعاية التلطيفية، الدكتور محمود المناصرة: شرب الماء بعد الإفطار مهم جدا، لأنه يساعد الجسم على تعويض السوائل التي فقدها أثناء الصيام، حيث إن الجفاف أحد الأسباب الرئيسية للصداع 

كيف تقلل من نوبات الصداع النصفي أثناء الصيام؟

يقدم الدكتور محمود المناصرة، أخصائي علاج الألم التداخلي والرعاية التلطيفية، بعض النصائح المهمة لتقليل نوبات الصداع النصفي أثناء فترة الصيام:

  • التحضير قبل رمضان: ينصح بالتقليل التدريجي من تناول الكافيين قبل بداية شهر رمضان لتجنب أعراض الانسحاب التي قد تساهم في حدوث نوبات الصداع النصفي.
  • النوم الكافي: يعد الحصول على نوم كافٍ أمرًا بالغ الأهمية، حيث أن قلة النوم يمكن أن تساهم في زيادة شدة نوبات الصداع.
  • تجنب الضوضاء والإضاءة الساطعة: قد تكون هذه العوامل محفزات رئيسية لحدوث نوبات الصداع النصفي، لذا يجب الحرص على تجنبها قدر الإمكان.

كيفية التعامل مع الصداع النصفي أثناء الصيام

يوضح المناصرة أن هناك بعض الطرق التي يمكن من خلالها التحكم في الألم أو تقليل تكرار نوبات الصداع النصفي أثناء الصيام، مثل:

  • شرب كميات كافية من الماء: بين الإفطار والسحور، من الضروري شرب كميات وفيرة من الماء لتجنب الجفاف الذي يعد أحد الأسباب الرئيسية للصداع.
  • تقنيات الاسترخاء: تجربة تقنيات مثل التأمل والتنفس العميق يمكن أن تساعد في تقليل التوتر، الذي يعتبر أحد المحفزات الأساسية للصداع النصفي.
  • الكمادات الباردة: وضع كمادات باردة على الرأس في بداية نوبة الصداع قد يساعد في تخفيف الألم والشعور بعدم الراحة.

الأطعمة التي يُنصح بها أو يجب تجنبها خلال الصيام

يؤكد الدكتور المناصرة على أهمية مراقبة النظام الغذائي خلال الصيام لتقليل احتمالية حدوث نوبات الصداع النصفي:

  • الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم: مثل المكسرات والخضراوات الورقية، تعتبر مفيدة في تقليل نوبات الصداع.
  • تجنب الأطعمة المالحة: التي قد تتسبب في احتباس السوائل داخل الجسم، مما يؤدي إلى زيادة احتمال حدوث الصداع.
  • تجنب الأطعمة التي تحفز الصداع: مثل الجبن القديم، الشوكولاتة، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.

كما يُشدد على ضرورة شرب الماء بعد الإفطار لتسريع تعويض السوائل التي فقدها الجسم أثناء الصيام، حيث يعتبر الجفاف سببًا رئيسيًا في حدوث الصداع.

متى يجب استشارة الطبيب؟

يوضح المناصرة أن هناك بعض العلامات التي تشير إلى ضرورة استشارة الطبيب إذا تفاقم الصداع النصفي خلال الصيام، ومنها:

  • زيادة حدة الصداع بشكل ملحوظ أو تكراره بشكل متزايد.
  • إذا كان الصداع مصحوبًا بأعراض مثل القيء المستمر، تغيرات في الرؤية، أو ضعف في أحد الأطراف.
  • إذا لم تعد العلاجات المنزلية فعّالة في تخفيف الألم.

في هذه الحالات، من المهم مراجعة الطبيب المختص لتقديم خطة علاج مناسبة تساعد في التخفيف من الأعراض وتحسين جودة الحياة.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678