|
ارتفعت أعداد السودانيين العائدين من مصر إلى بلادهم إلى 410 آلاف شخص، وترافق ذلك مع تصاعد أعداد المسجلين في مشروع العودة الطوعية للانتقال بالقطار من القاهرة إلى أسوان في جنوب مصر عبر 3 رحلات أسبوعيا.
وعبر أكثر من 1.5 مليون سوداني إلى مصر جوا وعبر المعابر البرية بعد اندلاع الحرب في بلادهم منذ نحو 30 شهرا، بجانب عشرات الآلاف دخلوا بطرق غير قانونية، بينما يقيم فيها قبل الحرب أكثر من 3 ملايين سوداني.
وأكد القنصل العام للسودان بمحافظات جنوب مصر/أسوان، السفير عبد القادر عبد الله، استمرار مبادرة العودة الطوعية للمواطنين السودانيين إلى وطنهم بتنظيم من منظومة الصناعات الدفاعية، ومساعدة الدولة المصرية التي سخرت إمكانياتها لتسهيل عودة نحو 410 آلاف مواطن إلى السودان عبر المنافذ البرية بين البلدين.
وقال القنصل للجزيرة نت إن العودة الطوعية بدأت مطلع عام 2024 فى ظروف صعبة، إلا أن الأوضاع شهدت انفراجة منذ يونيو/حزيران الماضي مع توفير تيسيرات كبيرة عبر مدينة أبو سمبل ومعبري أشكيت وأرقين، إلى جانب تنظيم رحلات جوية.
وأشار عبد القادر إلى أن مؤسسات المجتمع المدني تكفلت بتخصيص حافلات، بينما تقوم القنصلية بتنسيق استقبال نحو 30 حافلة أسبوعيا بخلاف شاحنات الأمتعة.
رحلات مجانية
من جانبها ذكرت مديرة مشروع العودة الطوعية، أميمة عبد الله للجزيرة نت أن المرحلة الأولى من نقل العائدين كان عبر الحافلات قبل استخدام القطارات التي زادت عدد رحلاتها من رحلة إلى رحلتين ثم 3 أسبوعيا.
وتحدثت مديرة المشروع عن الكثير من التعقيدات التي واجهت المشروع عقب انطلاقه، تمّ تجاوزها بالتنسيق مع السلطات المصرية، سواء الأمنية أو وزارة النقل.
وأشارت إلى أن العائدين ينتقلون بالقطار من القاهرة إلى أسوان ثم يستقلون الحافلات إلى معبر قسطل/أشكيت الحدودي حيث تنتظرهم حافلات أخرى تنقلهم إلى مناطقهم في داخل السودان.
وأضافت أن كل هذه الرحلات مجانية حيث تدفع قيمتها منظومة الصناعات الدفاعية وتوفر للعائدين وجبات وتسدد عنهم رسوما رسمية، وكشفت أن التسجيل للعودة متزايد بطريقة مضطردة، وأن العائدين بينهم فئات مختلفة أبرزهم عاملون في مؤسسات الدولة المختلفة.
الأمن والاقتصاد
من جهته عزا الناشط في العودة الطوعية مع القطاع الخاص خالد عبد الله تصاعد عدد العائدين إلى السودان إلى تحسن الأوضاع الأمنية في ولايات نيوز عربي وسنار والخرطوم والنيل الأبيض، وتدهور سعر صرف الجنيه السوداني الذي دفع عشرات الآلاف من السودانيين في مصر الذين يعتمدون على تحويلات من بلادهم إلى المغادرة.
وقال عبد الله للجزيرة نت إن كثيرا من الأسر كانت تنتظر امتحانات أبنائها في المدارس المتوسطة والثانوية، بجانب إعلان الجامعات السودانية بدء الدراسة من مقارها في ولاية الخرطوم بدلا من التعليم عن بعد.
ونفى أن يكون انتشار حمى الضنك والملاريا والكوليرا في بعض المناطق قد أثر على معدلات العودة من مصر إلى السودان، حيث تغادر القاهرة يوميا أكثر من 20 حافلة، تستأجر بعضها منظمات ورجال أعمال، بالإضافة إلى مشروع العودة الطوعية والعودة عبر النفقة الخاصة.

وكانت منظمة الهجرة الدولية أعلنت عودة أكثر من 2.2 مليون شخص إلى ديارهم خلال الفترة الممتدة من نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إلى أغسطس/آب الماضي منهم أكثر من 815 ألف شخص عادوا إلى الخرطوم.
وتشير المنظمة إلى أن 1.7 مليون فرد من إجمالي العائدين كانوا من النازحين داخليا، بينما عاد البقية من دول الجوار مثل مصر، وجنوب السودان، وليبيا، وتشاد، بالإضافة إلى دول الخليج.
وتتوقع المنظمة أن يصل عدد العائدين إلى العاصمة إلى 2.9 مليون شخص في الفترة المقبلة، لتحسن الأوضاع الأمنية وتوفر نسبي للخدمات الأساسية، إلى جانب نقص الموارد في مناطق النزوح.