تفاعل مغردون مع المأساة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، حيث كشفت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع عدد الأطفال المبتورة أطرافهم إلى أكثر من 1000 طفل منذ بدء الحرب.
وأشعلت هذه الأرقام موجة من الغضب والاستنكار عبر منصات التواصل الاجتماعي، مسلطة الضوء على واقع مرير يعيشه أطفال قطاع غزة وسط تجويع ممنهج وحصار خانق.
وتتجسد المأساة في وجوه الأطفال التي تحكي واقعاً مريراً يبطش بسكان القطاع، حيث تحمل أجساد متعبة أطباقاً فارغة بأمعاء خاوية، بينما تتكدس المساعدات على الحدود، يحاصرها تعنت الاحتلال، وتُخنق الأنفاس بسياسات محرمة دولياً، وتُقتل بقرارات تمنع عنها الغذاء والدواء.
ويكمن السبب وراء تزايد حالات البتر -بحسب تقارير- في التفاعل المدمر بين سوء التغذية الحاد وانتشار العدوى، فسوء التغذية يُضعف الجهاز المناعي ويبطئ التئام الجروح والكسور، مما يزيد خطر انتشار العدوى وتسمم الدم.
ويحول هذا الوضع الإصابات البسيطة إلى تهديد قاتل يستلزم بتر الطرف المصاب حفاظاً على حياة المصاب.
وتصيب المجاعة الإنسان بتقرحات شديدة تتحول إلى حاضن للبكتيريا، ومعظم هذه الحالات تنتهي بالبتر، حيث تتطور جروح الطفل المصاب في غزة جراء القصف والمُجوَّع بسبب الحصار، إلى “الغرغرينا” التي تنخر في الأنسجة وتنتهي غالباً ببتر الطرف المصاب في حال غابت الأدوية والرعاية الطبية.
كما يعاني قطاع غزة التجويع وندرة الغذاء، يواجه أيضاً كارثة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية وسط قطاع أنهكته الحرب على مدار عامين.
وحتى إن وُجدت الأدوية، فإن المضادات الحيوية تفشل في إنقاذ المصابين من خطر البتر، حيث يُصاب أكثر من ثلثي مرضى غزة ببكتيريا متعددة المقاومة بحسب دراسة مجلة “لانسيت” البريطانية.
وأكد مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة بسام زقوت، أنه لا يمكن علاج الأطفال الذين وصلوا إلى حالة كارثية من سوء التغذية، وهو ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تتكشف يومياً في القطاع.
غضب وتضامن
وتشير التعليقات التي رصدتها حلقة (2025/8/17) من برنامج “شبكات” على مواقع التواصل الاجتماعي إلى إجماع واضح عند المغردين على المطالبة بوقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات للمجوعين.
كما تعكس حالة من الغضب الشعبي والتضامن الإنساني مع معاناة أطفال غزة، حيث تتوحد الأصوات في إدانة الوضع الإنساني المتردي ومطالبة المجتمع الدولي بالتدخل الفوري.
وعبر المغرد عمرو عن المأساة الإنسانية التي يعيشها أطفال غزة: “حين يختفي الغذاء وتنتشر الأوبئة والطفح الجلدي وسوء التغذية، وتزداد الحرارة خنقاً للأجساد الضعيفة، وتصبح طفولة أبناء غزة صرخة وجع في وجه العالم”.
وفي السياق ذاته، وجه الناشط وهيب اتهاماً مباشراً للصامتين عن الوضع في غزة، وكتب: “الساكتون عن دم غزة ليسوا حياديين، بل خونة بأقنعة الصمت، فكل قطرة دم سالت ستلعنهم، وكل طفل جسده سيشهد عليهم”.
من جانب آخر، أوضحت المغردة نورا تأثرها العميق بالوضع الإنساني، وكتبت تقول: “آخ يا غزة آخ.. بحس نفسيتي زفت فوق الزفت… بس أشوف طفل استشهد أو حرق ولا مصاب أو مبتور الأيد والأرجل”.
أما المغرد أبو أمجد فقد لخص حجم الكارثة الإنسانية بأرقام صادمة: “غزة تموت جوعاً وتمر بأصعب مراحل حرب الإبادة التي يشنها الكيان الإسرائيلي المكروه عالمياً.. يرتكب جريمة موت جماعي، حيث لا يجد 2 مليون شخص الطعام منهم مليون طفل”.
ويأتي هذا التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي بالتزامن مع مناشدات عشرات المؤسسات الأممية والمنظمات الإنسانية الحقوقية بإيقاف الحرب فوراً وإدخال المساعدات الإنسانية والدواء، مؤكدة أنه السبيل الوحيد لإنقاذ أرواح الناس في غزة.