قالت مصادر عسكرية للجزيرة إن مدينة الفاشر شهدت اشتباكات متقطعة بالأسلحة الخفيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تركزت في الأحياء الجنوبية والشرقية.
وأوضح مصدر عسكري أن طائرات الجيش قصفت صباح اليوم مواقع للدعم السريع في أم صميمة وكازقيل ومدينة بارا بشمال كردفان، مستهدفة سيارات قتالية ومخازن سلاح.
في هذه الأثناء، أكد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي أن أكثر من 900 ألف مدني يعيشون في الفاشر، عاصمة الإقليم، من دون غذاء أو دعم منذ أكثر من 500 يوم، داعيا إلى تكاتف الجهود العسكرية لفك الحصار المفروض من قوات الدعم السريع.
وفي الخرطوم، تتواصل معاناة المدنيين مع مخاطر الحرب، إذ تشكل الألغام والقذائف غير المنفجرة تهديدا يوميا لحياتهم. وقال الجيش السوداني إنه فجّر أكثر من 50 ألف جسم متفجر خارج العاصمة في إطار جهود إزالة المخاطر.
أزمة الجوع وجرائم ضد الإنسانية
وفي سياق آخر، حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبريسوس، من أزمة جوع متفاقمة في السودان، مؤكدا وجود مجاعة في بعض المناطق.
وأوضح غيبريسوس أن الوضع خطير بشكل خاص في شمال دارفور، حيث تقبع الفاشر تحت الحصار منذ أكثر من 500 يوم، داعيا إلى فتح ممرات إنسانية آمنة وفورية لإيصال المساعدات.
وفي تطور متصل، قالت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السودان إن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، بينها القتل والتعذيب والتهجير القسري والاضطهاد على أسس عرقية، إضافة إلى جرائم حرب ارتكبها كلا الطرفين منذ اندلاع النزاع في أبريل/نيسان 2023.
وذكر رئيس البعثة، محمد شاندي عثمان، أن المدنيين هم “من يدفعون الثمن الأكبر”، مضيفا أن الانتهاكات تضمنت إعدامات ميدانية واعتقالات تعسفية وتعذيب وحرمان من الغذاء والرعاية الطبية، واصفا ما يجري بأنه إستراتيجيات متعمدة ترقى إلى جرائم حرب.
وأشار التقرير الأممي إلى أن قوات الدعم السريع ارتكبت خلال حصار الفاشر انتهاكات واسعة النطاق شملت الاغتصاب والعنف الجنسي والاستعباد الجنسي والزواج القسري، إضافة إلى استخدام التجويع كسلاح حرب، في ممارسات قال إنها قد ترقى إلى جرائم إبادة.
وأفادت عضو البعثة منى رشماوي بأن “المساءلة ليست اختيارية، بل ضرورة قانونية وأخلاقية لحماية المدنيين ومنع المزيد من الفظائع”، داعية المجتمع الدولي إلى ملاحقة الجناة قضائيا.