وأوضح شقيقه غودفري بوليبولي أن أفراد العائلة عثروا على أبواب المنزل محطمة وآثار دماء ممتدة من غرفة الجلوس حتى البوابة الخارجية، في مشهد أثار صدمة واسعة. وأضاف أن عملية الاختطاف تمت بعنف شديد، وأن الأسرة لا تعرف حتى الآن مصير السفير السابق.
سياق سياسي متوتر
يأتي هذا التطور قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية المقررة في 29 أكتوبر/تشرين الأول، حيث تسعى الرئيسة سامية صلوحو حسن للفوز بولاية جديدة.
وقد واجهت إدارتها في الأشهر الماضية اتهامات من المعارضة ومنظمات حقوقية بتنفيذ حملة اختطافات تستهدف الأصوات الناقدة.
وكانت الرئيسة قد حظيت بإشادة دولية عند توليها الحكم عام 2021 بعد وفاة سلفها جون ماغوفولي، إذ خففت القيود على المعارضة ووسائل الإعلام.
غير أن تقارير متزايدة عن اعتقالات واختفاءات قسرية أعادت المخاوف بشأن سجل الحريات في البلاد.
موقف الحكومة والشرطة
قال المتحدث باسم الشرطة ديفيد ميسيمي في بيان إن قوات الأمن “اطلعت على التقارير المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي بشأن اختطاف بوليبولي، وبدأت العمل للتحقق من صحتها”. في المقابل، لم يصدر تعليق فوري عن الناطق باسم الحكومة.
وكانت الحكومة قد رفضت في بيان سابق اتهامات منظمة “هيومن رايتس ووتش” بوجود حملة قمع ضد المعارضين، ووصفت تلك المزاعم بأنها “مصدر قلق كبير” لكنها نفت صحتها.
بوليبولي.. من الدبلوماسية إلى المعارضة
يذكر أن بوليبولي استقال من منصبه سفيرا لدى كوبا في يوليو/تموز الماضي، ومنذ ذلك الحين شن سلسلة من الانتقادات العلنية ضد حزب “شاما تشا مابيندوزي” الحاكم، متهما إياه بخرق قواعده الداخلية عبر ترشيح الرئيسة سامية صلوحو حسن، وبالانخراط في الفساد وممارسة الاختطافات بحق معارضيه.
وقد تزامن اختفاء بوليبولي مع محاكمة زعيم المعارضة البارز تندو ليسو، الذي يواجه تهمة “الخيانة العظمى” على خلفية خطاب اعتبرته السلطات تحريضا على التمرد. وقد نفى ليسو التهم، مؤكدا أنها ذات دوافع سياسية.
من جانبها، حذرت منظمات حقوقية محلية ودولية من أن هذه التطورات قد تعيد البلاد إلى أجواء القمع التي سادت في عهد الرئيس الراحل ماغوفولي، وتضع مستقبل التجربة الديمقراطية في تنزانيا على المحك، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات.