رفضت إيران، اليوم السبت، ما ورد في تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي. ووجّهت طهران اتهامات للوكالة بالخضوع لضغوط سياسية وترويج مزاعم قديمة تستند إلى معلومات مصدرها إسرائيل.
وفي هذا السياق، أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية ومنظمة الطاقة الذرية بيانا مشتركا. وأعربتا فيه عن أسفهما لنشر التقرير، الذي وصف بأنه “مسيّس”. كما شدد البيان على أن طهران نفت مرارا وجود مواقع أو أنشطة نووية غير معلنة.
من جهة أخرى، رأت الخارجية الإيرانية أن التقرير استند إلى “مزاعم حول أنشطة ومواقع تعود لعقود ماضية”. وأكدت أن هذا لا يعكس مستوى التعاون الحقيقي الذي قدمته إيران للوكالة خلال السنوات الأخيرة.
علاوة على ذلك، حذّرت إيران من أنها ستتخذ “التدابير المناسبة” في حال اتخاذ أي خطوات ضدها خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة.
تقرير سري يكشف أنشطة نووية مشبوهة
في المقابل، كشف تقرير سري أعدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن إيران نفذت أنشطة نووية غير معلنة في ثلاث مواقع لا تزال قيد التحقيق. كما أشار إلى وجود مواقع أخرى محتملة.
وأشار التقرير إلى أن هذه الأنشطة تمّت في إطار ما وصفه بأنه “برنامج نووي منظم غير معلن”، استمر حتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وأوردت الوكالة أن إيران رفعت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60%. وبلغ المخزون نحو 409 كيلوغرامات، أي بزيادة تقارب 49% منذ تقرير فبراير/شباط الماضي. وهذه الكمية تعتبر كافية لتصنيع سلاح نووي إذا تم تخصيبها إلى نسبة 90%.
علاوة على ذلك، قدّر التقرير إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بجميع درجاته بنحو 9247.6 كيلوغراما. وهذا يتجاوز الحد المسموح به وفق الاتفاق النووي لعام 2015 بـ45 مرة، حيث كان السقف محددا بـ202.8 كيلوغرام بنسبة تخصيب 3.67%.
إسرائيل تحذر وتطالب بتحرك دولي
ردًا على التقرير، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المجتمع الدولي إلى اتخاذ “إجراءات فورية” لوقف البرنامج النووي الإيراني. وأكد أن “البرنامج الإيراني ليس سلميا”، وأن مستوى التخصيب “لا يبرره أي استخدام مدني”.
وقال نتنياهو: “هذا التقرير يعزز ما قلناه منذ سنوات: إيران مصممة على امتلاك سلاح نووي، ويجب التحرك الآن”.
تباين في المواقف الأميركية والإيرانية
من جانبه، قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إنه حذّر نتنياهو من اتخاذ خطوات قد تعرقل المحادثات مع إيران. ومع ذلك، شدد على أنه “لا يمكن السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي”. كما ألمح إلى احتمال اقتراب التوصل إلى اتفاق بين الجانبين.
في المقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن “السلاح النووي غير مقبول” بالنسبة لإيران. وقال: “إذا كانت المشكلة هي الأسلحة النووية، فنحن نرفضها أيضا. نحن متفقون مع الأميركيين في هذه النقطة”.
وأشار عراقجي إلى أن المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، والتي عقدت خمس جولات منها بوساطة عمانية منذ أبريل/نيسان، تشهد تقدما، رغم استمرار التباينات. كما أوضح أن إيران لا تزال مستعدة لمواصلة الحوار.
طهران تؤكد سلمية برنامجها النووي
وفي هذا السياق، صرّح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أن مطلب “صفر تخصيب” هو مطلب إسرائيلي بحت. وأضاف أنه غير مطروح في مفاوضات طهران مع واشنطن.
وشدد إسلامي على أن إيران تسعى لتطوير برنامجها النووي لأغراض سلمية، مثل إنتاج الكهرباء والعلاج الطبي.
وفي هذا الإطار، أوضح أن إيران تمتلك محطة نووية في بوشهر بقدرة 1000 ميغاواط. كما أشار إلى أن هذه المحطة أنتجت نحو 7.3 مليارات كيلوواط/ساعة من الكهرباء خلال العام الماضي.
وأضاف أن إيران تهدف إلى إنتاج 20 ألف ميغاواط من الطاقة النووية خلال 20 عامًا. وقد بدأت بالفعل الاستعداد لبناء محطتين جديدتين في الجنوب والشمال.
