Published On 22/9/2025
|
في السنوات الأخيرة، لم تعد صناعة التجميل تقتصر على المستحضرات التقليدية أو المكونات الطبيعية الشائعة، بل اتجهت بشكل متزايد إلى توظيف نتائج الأبحاث العلمية والابتكارات البيوكيميائية من أجل إبطاء مظاهر الشيخوخة والحفاظ على نضارة البشرة. ومن بين أبرز هذه الابتكارات برزت مادة “إن إيه دي+” (NAD+)، التي لاقت رواجا واسعا في الأوساط الطبية والتجميلية باعتبارها “إكسير الشباب الخلوي”، نظرا لدورها المحوري في تجديد الخلايا ودعم صحة الجلد والجسم كله.
مجلة “ومان” النمساوية ذكرت على موقعها أن مصطلح “إن إيه دي+” هو اختصار لـ”نيكوتيناميد أدينين ثنائي النوكليوتيد”، وهو إنزيم مساعد يرتبط بفيتامين “بي 3”. يوجد هذا المركب بشكل طبيعي داخل خلايا الجسم، حيث يؤدي وظائف أساسية تتعلق بتجديد الخلايا، واستقلاب الطاقة، وإصلاح تلف الحمض النووي. غير أن مستويات “إن إيه دي+” تنخفض تدريجيا مع التقدم في العمر، إذ يتراجع إنتاجه الذاتي في الجلد بشكل ملحوظ بين سن الـ20 والـ40، وهو ما يفسر ظهور علامات التعب وفقدان المرونة والشيخوخة المبكرة.
تجديد البشرة وتحفيز الكولاجين
وأوضحت المجلة أن “إن إيه دي+” أصبح عنصرا رئيسيا في عدد من مستحضرات العناية بالبشرة، إذ يساعد على تحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين، مما يؤدي إلى تحسين ملمس البشرة ومظهرها العام.
وبفضل هذه العملية، تصبح البشرة أكثر مرونة ونضارة، وتبدو المسام أكثر دقة، في حين تتراجع الخطوط الدقيقة وعلامات الشيخوخة. كما أن “إن إيه دي+” يعزز التئام الجروح وتجدد الأنسجة، مما يجعله مكونا مثاليا في منتجات العناية التي تستهدف إصلاح البشرة.
فوائد تتجاوز الجانب الجمالي
لا تقتصر مزايا “إن إيه دي+” على تحسين مظهر البشرة فقط، بل تمتد لتشمل الصحة العامة. فبحسب ما نقلته “ومان”، تسهم هذه المادة في تخفيف التعب والإرهاق المزمن، والتقليل من تقلبات المزاج، كما تُستخدم في بعض بروتوكولات علاج الإرهاق النفسي والاكتئاب. إضافة إلى ذلك، وُجد أن “إن إيه دي+” يساعد على تعزيز جودة النوم، ويدعم كفاءة الجهاز المناعي، مما يجعله مكونا متكاملا يجمع بين الجمال والصحة الداخلية.
بهذا، يتحول “إن إيه دي+” من مجرد إنزيم بيولوجي إلى أحد أبرز أسرار “التجميل العلمي” المعاصر، حيث يقدَّم بوصفه جسرا يربط بين الأبحاث الطبية وصناعة العناية بالبشرة، وبين الرغبة في شباب متجدد وصحة متوازنة.