كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن توتر متزايد في العلاقات مع ألمانيا، مشيرة إلى أن برلين بدأت تبتعد بشكل واضح عن دعم الحرب على قطاع غزة. ووصفت هذا التغير بأنه تحول جذري، وسط مؤشرات على فقدان إسرائيل دعم شخصيات بارزة طالما دعمت روايتها في الغرب.
شخصيات ألمانية تتخلى عن دعم إسرائيل
أوضحت التقارير أن التغير لم يقتصر على المواقف الرسمية في الحكومة الألمانية. بل شمل شخصيات سياسية وإعلامية بارزة تخلّت عن مواقفها السابقة الداعمة لإسرائيل. ويعكس هذا التحول حالة من العزلة المتزايدة التي تواجهها تل أبيب في أوروبا.
في هذا الإطار، ركزت القناة 12 الإسرائيلية على تصريحات أطلقها المستشار الألماني الجديد فريدريك ميرتس ووزير خارجيته الأسبوع الماضي. ووصفت القناة هذه التصريحات بأنها غير مسبوقة، وأكدت أنها تعكس موقفًا ألمانيًا يعتبر أن إسرائيل “تجاوزت الحد” في عملياتها في غزة.
دعوات ألمانية لوقف تصدير الأسلحة
قالت تمار ألموغ، محللة الشؤون القضائية في قناة “كان 11″، إن هذه التصريحات رافقتها دعوات من أعضاء في الائتلاف الحاكم في ألمانيا بضرورة إيقاف تصدير الأسلحة لإسرائيل. واعتبرت ألموغ هذا التوجه تطورًا حساسًا، خاصة في ظل اعتماد تل أبيب الكبير على الدعم العسكري الألماني.
أثر الانسحاب الألماني على الجيش الإسرائيلي
أشارت ألموغ إلى أن بعض المسؤولين الإسرائيليين يظنون أن الدعم الأميركي كافٍ. لكن الواقع يُظهر أن ألمانيا تُعد ثاني أكبر مزود لإسرائيل بالسلاح بعد الولايات المتحدة. وأكدت أن توقف هذا الدعم سيؤثر بشكل مباشر على قدرة الجيش الإسرائيلي في مواصلة الحرب.
مورغان يغير مواقفه
وفي جانب آخر، رصد الإعلام الإسرائيلي تغيرًا في مواقف بعض الإعلاميين الغربيين، من أبرزهم البريطاني بيرس مورغان. أجرى مورغان مؤخرًا مقابلة حادة مع سفيرة إسرائيل في لندن تسيبي حوطوبيلي، وكرر سؤاله حول عدد الأطفال الذين قُتلوا في غزة. قال: “كم طفلًا قتلتم؟”، ورفض إجابات السفيرة التي أنكرت مسؤولية إسرائيل عن قتل الأطفال.
اتهمها مورغان مباشرة: “بل تقتلون الأطفال كل يوم، لماذا تُنكرين ذلك؟”، وأضاف: “إذا كانت إسرائيل تعرف عدد قتلى حماس، فلماذا لا تعرف عدد الأطفال؟”.
صدمة في الأوساط الإعلامية
علق الإعلامي عراد نير من القناة 12 على المقابلة، قائلًا إن مورغان، المعروف بدعمه لإسرائيل، غيّر رأيه بعد أن شاهد الصور القادمة من غزة. وأشار إلى أن هذا التحول يحمل دلالة على تراجع الدعم الإعلامي لإسرائيل في الغرب.
بدوره، كتب الصحفي أوري مسغاف في صحيفة “هآرتس” أن مورغان بدا منفعلاً للغاية خلال المقابلة، حتى إنه اعتذر عن مواقفه السابقة. وأوضح أن تصريحات السفيرة، مثل “هذه فرية دم” و”لا أعرف عدد الأطفال الذين قتلوا”، أثارت صدمة لدى الجمهور الغربي.
تحول عميق في المزاج الأوروبي
رأى مراقبون أن المقابلة تعكس تحولًا كبيرًا في المزاج الأوروبي تجاه إسرائيل، خصوصًا في بريطانيا وألمانيا. واعتبروا أن فقدان الدعم الإعلامي والسياسي قد يُضعف شرعية إسرائيل الدولية التي طالما اعتمدت عليها.
تطورات ميدانية ومستجدات الجبهة
بالتزامن مع التحولات السياسية، تابعت وسائل الإعلام الإسرائيلية تطورات الجبهة الميدانية. فقد أعلنت قناة “آي 24” عن مقتل شاب إسرائيلي يُدعى دافيد ليبي (19 عامًا)، يعمل لدى شركة مقاولات متعاقدة مع وزارة الدفاع، بعد أن انفجر به لغم شمال غزة.
دخل دافيد صباحًا إلى منطقة جباليا بجرافة هندسية ضمن مهمة للجيش، لكن اللغم أنهى حياته. ورغم ذلك، قرر الجيش عدم اعتباره أحد قتلاه الرسميين لأنه كان موظفًا مدنيًا وليس جنديًا.
نقص في الطواقم الهندسية
أوضح نير دفوري، مراسل الشؤون العسكرية في القناة 12، أن الجيش الإسرائيلي بات يستعين بمدنيين في مهام ميدانية بسبب نقص كبير في الطواقم والآليات الهندسية. وقال إن الجيش يحاول بهذه الخطوة تعويض النقص وضمان تنفيذ عملياته رغم المخاطر الأمنية.