• Home  
  • إسرائيل تعدم الأمن الغذائي في غزة وتدمر 90% من أراضيها الزراعية
- سياسة

إسرائيل تعدم الأمن الغذائي في غزة وتدمر 90% من أراضيها الزراعية

غزة – نيوز عربي منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وضعت قوات الاحتلال الإسرائيلي تدمير القطاع الزراعي ضمن أولوياتها، في إطار ما يصفه خبراء بأنه محاولة ممنهجة لضرب الأمن الغذائي لأكثر من مليوني فلسطيني. وتركّز قوات الاحتلال في عملياتها على تجريف وتدمير الأراضي الزراعية الممتدة على طول السياج الأمني […]

تربيرب1 1744465146

غزة – نيوز عربي

منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وضعت قوات الاحتلال الإسرائيلي تدمير القطاع الزراعي ضمن أولوياتها، في إطار ما يصفه خبراء بأنه محاولة ممنهجة لضرب الأمن الغذائي لأكثر من مليوني فلسطيني.

وتركّز قوات الاحتلال في عملياتها على تجريف وتدمير الأراضي الزراعية الممتدة على طول السياج الأمني في شمال وشرق وجنوب القطاع، محولة هذه المناطق الخصبة إلى “منطقة عازلة” خالية من أي نشاط زراعي.

وبحسب تقديرات صادرة عن جهات مختصة، فقد قامت إسرائيل بتجريف أكثر من 90% من الأراضي المخصصة للزراعة داخل غزة، إلى جانب تدمير المقومات الأساسية للإنتاج الحيواني، ما يعني القضاء شبه التام على أي إمكانية لإعادة تشغيل هذا القطاع الحيوي في المستقبل القريب.

ويعد القطاع الزراعي أحد الأعمدة الأساسية التي كان يعتمد عليها سكان غزة في تأمين الغذاء وفرص العمل، مما يجعل من هذا التدمير المتواصل خطوة خطيرة على طريق تعميق الأزمة الإنسانية داخل القطاع.

وأكد خبراء في المجال البيئي والاقتصادي أن هذه السياسات تهدف إلى فرض واقع جديد يستحيل معه تحقيق الاكتفاء الذاتي أو العودة إلى دورة الإنتاج الطبيعي، مما يُنذر بكارثة إنسانية وشيكة تهدد الأمن الغذائي بشكل غير مسبوق.

واصل الاحتلال تدمير الأراضي الزراعية_
تدمير مساحات واسعة من أشجار الزيتون والأشجار المثمرة خلال الحرب 

في تطور خطير يُنذر بأزمة غذائية وشيكة، دقّ المتحدث باسم وزارة الزراعة في غزة، محمد أبو عودة، ناقوس الخطر محذرًا من السيطرة الإسرائيلية على مساحات زراعية شاسعة كانت تُعد المصدر الأساسي لاحتياجات سكان القطاع من الخضروات.

وفي تصريحات خاصة لـ”نيوز عربي”، كشف أبو عودة أن آليات الاحتلال الإسرائيلي جرفت ودمّرت أكثر من 35 ألف دونم من الأراضي الزراعية في بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون وشرق جباليا شمال قطاع غزة، مما أدى إلى توقفها الكامل عن الإنتاج.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال باتت تفرض سيطرتها الكاملة على كافة الأراضي الزراعية الواقعة على طول الحدود الشرقية للقطاع، والبالغة مساحتها نحو 30 ألف دونم. وهذه الأراضي أصبحت جزءًا مما يسمى بـ”المنطقة العازلة”، وهي مناطق غير صالحة للزراعة بفعل كمية المتفجرات التي أُلقيت عليها وتكرار عمليات التجريف.

وأضاف أبو عودة أن عودة الاحتلال للسيطرة على مدينة رفح جنوب غزة وعزلها عن باقي محافظات القطاع، جعل من المستحيل الوصول إلى ما لا يقل عن 25 ألف دونم أخرى. وبهذا، تكون قوات الاحتلال قد أخرجت ما يقارب 45% من مجمل الأراضي الزراعية في قطاع غزة من دائرة الإنتاج.

وأوضح أن باقي المساحات الزراعية في المحافظات الأخرى لم تسلم أيضًا من الدمار، في ظل استهداف ممنهج يهدد بوقف دورة الزراعة بشكل كامل، ويُعمّق من معاناة السكان المحاصرين في ظل نقص الغذاء وارتفاع الأسعار.

ويعد هذا التدمير امتدادًا لخطة ممنهجة تستهدف ضرب الأمن الغذائي لسكان قطاع غزة، مما يُفاقم من حدة الأزمة الإنسانية ويجعل إعادة إحياء الزراعة تحديًا بالغ الصعوبة في المستقبل القريب.

****داخلية**** عمد الاحتلال على تجريف الأراضي الزراعية_
الاحتلال جرّف الأراضي الزراعية لتدمير المحاصيل والتربة 

في ظل حرب وُصفت بـ”الطاحنة”، تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي في تدمير مقومات الحياة في قطاع غزة، مع تركيز مكثف على القطاع الزراعي الذي يُعد شريان الأمن الغذائي لمليوني فلسطيني محاصرين في القطاع.

وبحسب تقارير متخصصة صادرة عن وزارة الزراعة الفلسطينية، حصلت عليها “نيوز عربي”، فإن إجمالي مساحات الإنتاج النباتي التي دُمّرت نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر بلغت نحو 167 ألف دونم. وتشمل هذه المساحات:

  • 78 ألف دونم كانت مزروعة بالخضروات.

  • 14 ألف دونم مزروعة بالمحاصيل الحقلية.

  • 75 ألف دونم من البستنة الشجرية (أشجار الفاكهة).

ووفق التقرير، تُقدّر خسارة الإنتاج النباتي بحوالي 459 ألف طن من المحاصيل، بقيمة مالية تفوق 325.5 مليون دولار، بالإضافة إلى خسارة في الصادرات الزراعية تُقدّر بـ67 مليون دولار.

الزراعة تحت النار: دمار شبه كامل

وصف الخبير الزراعي والبيئي نزار الوحيدي العدوان الإسرائيلي بأنه “حرب طاحنة” استهدفت 90% من القطاع الزراعي في غزة، مؤكدًا أن الأراضي الزراعية في المناطق الحدودية خرجت بالكامل من الخدمة.

وأشار الوحيدي إلى أن 10% فقط من الأراضي الزراعية ما تزال صالحة جزئيًا للإنتاج، وهي تتركز في مناطق غرب الزوايدة وشرق خان يونس، بمساحة لا تتجاوز 15 ألف دونم.

كما أوضح أن الاحتلال دمّر آلاف الدونمات المزروعة بالعنب والتين والفواكه الأخرى خلال سيطرته على محور نتساريم، وكرّر السيناريو نفسه في مدينة رفح عقب سيطرته عليها، حيث جرف مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة بالخضروات في ما يُعرف بمحور “ميراج”.

من الاكتفاء إلى الانهيار

وأكد الوحيدي أن غزة كانت تتمتع بـاكتفاء ذاتي من أكثر من 25 صنفًا من الخضراوات والفواكه، لكن الاحتلال دمّر هذه المنظومة بالكامل عبر قصف وتدمير المزارع، وإغلاق المعابر، ومنع إدخال مستلزمات الإنتاج.

أزمات متعددة تواجه الإنتاج الزراعي في غزة

من جانبه، أوضح المتحدث باسم وزارة الزراعة أن المزارعين في غزة يواجهون تحديات معقدة ومركبة تعيق استئناف الإنتاج، ومن أبرزها:

  • منع الاحتلال وصول المزارعين إلى أراضيهم.

  • السيطرة على المعابر ومنع دخول البذور والأسمدة والمعدات الزراعية.

  • ارتفاع تكاليف إعادة تأهيل الأراضي المدمّرة.

  • أزمة وقود خانقة تؤثر على تشغيل المعدات.

  • نقص المياه والطاقة لتشغيل الآبار الزراعية.

  • تأثير التغيرات المناخية على جودة وكمية الإنتاج.

كارثة إنسانية تلوح في الأفق

في ظل تدمير ممنهج للقطاع الزراعي، ومع استمرار الحصار وإغلاق المعابر، يُواجه سكان قطاع غزة كارثة غذائية حقيقية قد تمتد لسنوات، وتُهدد حقهم في الغذاء والكرامة والعيش الكريم.

****داخلية*** نفوق مزارع الدواجن بسبب الحرب الإسرائيلية_
نفوق مزارع الدواجن في أنحاء قطاع غزة بسبب الحرب الإسرائيلية 

انهيار الإنتاج الحيواني في غزة: الاحتلال يدمر 100% من الثروة الحيوانية وخسائر تتجاوز 232 مليون دولار

في إطار العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، لم تسلم الثروة الحيوانية من آلة التدمير، حيث أعلنت وزارة الزراعة الفلسطينية أن الإنتاج الحيواني في غزة توقف بشكل كامل بنسبة 100%، ليُضاف إلى قائمة طويلة من مقومات الحياة التي تم استهدافها منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وكان الإنتاج الحيواني يُعد ركيزة أساسية للأمن الغذائي والاقتصادي في القطاع، إذ كان يُمثل نحو 39% من إجمالي الإنتاج الزراعي، ويشمل قطاعات الدواجن والأبقار والأغنام والحليب والبيض والعسل.

تفاصيل الخسائر في قطاع الإنتاج الحيواني

بحسب تقرير رسمي حصلت عليه “نيوز عربي”، فقد شهد القطاع الزراعي الحيواني دمارًا شاملاً طال آلاف المزارع والمنشآت الحيوانية:

  • 2500 مزرعة دواجن كانت تنتج سنويًا نحو 36 مليون دجاجة، دُمّرت بالكامل، ونفقت جميع الطيور.

  • 180 مزرعة أمهات بيّاض كانت تنتج 250 مليون بيضة سنويًا، خسرت 850 ألف دجاجة.

  • 150 مزرعة طيور حبش تضم مليون طائر سنويًا، جرى تدميرها كليًا.

  • 300 ألف طائر داجن منزلي نفق بسبب القصف والحرمان من الغذاء والماء.

  • 100 مزرعة عجول تنتج 50 ألف عجل سنويًا دُمرت كليًا.

  • 5 آلاف حظيرة أغنام وماعز تضم 70 ألف رأس، بينها 30 ألف مولود سنويًا تم القضاء عليها.

  • 400 مزرعة أبقار تنتج سنويًا 6 آلاف طن من الحليب، توقفت عن العمل تمامًا.

  • 22 فقاسة بيض كانت تنتج 40 مليون بيضة سنويًا، تم تدميرها.

  • 5 مصانع أعلاف تنتج 35 ألف طن سنويًا، خرجت عن الخدمة.

  • 20 ألف خلية نحل تنتج 250 طن عسل سنويًا، لم تسلم من الاستهداف.

تحديات إعادة الإعمار الحيواني

ويشير التقرير إلى أن إعادة تأهيل الإنتاج الحيواني في غزة باتت تواجه تحديات ضخمة قد تؤخر تعافيه لسنوات، من أبرزها:

  • تدمير كامل للبنية التحتية للمزارع والمنشآت الحيوانية.

  • صعوبة استيراد السلالات المناسبة لطبيعة القطاع.

  • نقص حاد في الأعلاف والمستلزمات البيطرية.

  • غياب مصادر الطاقة مثل الكهرباء والمياه نتيجة تدمير شبكة الكهرباء وغالبية الآبار.

خسائر فادحة

قدرت وزارة الزراعة في غزة حجم الخسائر الإجمالية في قطاع الإنتاج الحيواني بنحو 232 مليون دولار، ما يجعل من النهوض به مجددًا تحديًا بالغ الصعوبة في ظل الحصار والإغلاق المتواصل للمعابر.

مأساة غذائية تكتمل أركانها

مع تدمير كل من الإنتاج النباتي والحيواني، يجد سكان غزة أنفسهم أمام كارثة غذائية غير مسبوقة، تهدد الأمن الغذائي وتهدد حياة أكثر من مليوني إنسان، في ظل عجز دولي عن وقف العدوان أو إعادة إعمار ما تم تدميره.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678