أعلن أسطول الصمود العالمي، مساء الأحد، أن مهمته الرئيسية تتمثل في كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وفتح ممر إنساني لإيصال المساعدات للشعب الفلسطيني. وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد في ميناء سيدي بوسعيد بالعاصمة تونس، حيث تجمّع مئات المواطنين لاستقبال السفن القادمة تباعا من إسبانيا.
ويشارك في هذا الأسطول نحو 20 سفينة كانت قد انطلقت نهاية أغسطس/آب من ميناء برشلونة، تبعتها قافلة أخرى من ميناء جنوة الإيطالي، على أن تنضم إليها قافلة ثالثة من تونس الأربعاء المقبل عقب تأجيل لوجستي.
وقال المتحدث باسم البعثة الإسبانية دييغو إلفيرا إن الرحلة واجهت عواصف وتحديات خلال 7 أيام من الإبحار، لكنها لا تُقارن بمعاناة الفلسطينيين اليومية، مؤكدا أن الهدف هو “إسناد الشعب الفلسطيني والتنديد بعقود من الإبادة الجماعية على يد الاحتلال”.
وأضاف إلفيرا “لسنا بحاجة إلى أبطال بل إلى تنظيم وشجاعة وتضامن”.
ويُعتبر الأسطول -وفق ما أكده المنظمون- أضخم تحرك بحري تضامني مع غزة في التاريخ، سواء من حيث عدد المشاركين أو حجم التعبئة الدولية. ويضم في تشكيلته اتحاد أسطول الحرية وحركة غزة العالمية وقافلة الصمود ومنظمة صمود نوسانتارا الماليزية، مما يعكس اتساع قاعدة الدعم العالمي لهذه المبادرة.
تصاعد الوعي الأوروبي تجاه فلسطين
بدوره، شدد الناشط التركي أرسين تشليك، المشارك ضمن البعثة المنطلقة من صقلية الإيطالية، على أهمية الدعم التركي للأسطول. ودعا إلى توحيد الجهود العالمية فـ”غزة لا يمكن إنقاذها بجهد دولة واحدة، بل بتضامن العالم كله”.
وأشار تشليك إلى أن فترة التدريب في صقلية أظهرت تصاعد الوعي الشعبي الأوروبي تجاه فلسطين، قائلا “أوروبا بدأت تستفيق من غفلة طويلة، وهناك إدراك متزايد بأن ما تفعله إسرائيل في غزة إهانة لكرامة الإنسانية”.
ومن جهة أخرى، حذر الناشط البوسني بوريس فيتلاتشيل من احتمال حدوث محاولات إسرائيلية لإعاقة وصول الأسطول، سواء عبر اعتراض المراكب أو إطلاق النار عليها، لكنه أعرب عن قناعته بأن اعتقال هذا العدد الكبير من الناشطين قد يكون صعبا على الجيش الإسرائيلي.
ويُنتظر أن يواصل الأسطول رحلته من تونس عبر البحر المتوسط باتجاه غزة، محاولا اختراق الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ مارس/آذار الماضي حيث أغلقت المعابر بشكل شبه كامل، ولم تسمح سوى بدخول كميات محدودة من المساعدات التي لا تلبّي احتياجات أهالي القطاع. كما أطلقت قواتها النار مرارا على المدنيين المنتظرين للحصول على المساعدات، مما أدى إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى.
وفي 22 أغسطس/آب الماضي، أعلن مؤشر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي “آي بي سي” (IPC) عن تفشي المجاعة في محافظة غزة شمالي القطاع، محذرا من توسعها إلى مناطق أخرى بفعل استمرار الحصار الإسرائيلي.
ويأتي هذا التحرك في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 64 ألفا و455 فلسطينيا وإصابة نحو 162 ألفا و776 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال. ولا يزال آلاف آخرون في عداد المفقودين، إلى جانب نزوح مئات الآلاف وسط ظروف إنسانية كارثية.