اقرأ أيضا
list of 2 itemsend of list
ولم يكن الكثير من جماهير منتخب تونس يتوقعون أن ينتفض رفاق الحارس أيمن دحمان بعد فترة صعبة خلال نهاية العام الماضي عندما كان منتخب بلادهم على وشك أن يخرج من سباق التأهل لنهائيات أمم أفريقيا 2025.
بهدف قاتل في الدقائق الأخيرة.. المنتخب التونسي يحجز بطاقة العبور إلى المونديال #التصفيات_الأفريقية | #SSC pic.twitter.com/pZQLNBKwr0
— SSC (@ssc_sports) September 8, 2025
لحظات صعبة واحتفالات جماهيرية
قبل ملاقاة غينيا الاستوائية، كان منتخب تونس أمام مهمة صعبة لحسم التأهل وذلك بالفوز على مضيفه في مالابو، لكن مجريات المباراة شهدت ضغطا مستمرا على دفاع نسور قرطاج، قبل أن يحرز محمد علي بن رمضان هدف التأهل في الوقت القاتل منهيا هجمة رائعة لزميله فراس شواط.
وضجت منصات التواصل بالتفاعلات عقب الوصول رسميا للنهائيات واستمرار المسيرة الإيجابية طوال مشوار التصفيات.
وخلافا لتصفيات كأس أمم أفريقيا التي تلقى فيها منتخب تونس 3 هزائم وتأهل وصيفا للمجموعة، شهدت منافسات المجموعة الثامنة لتصفيات كأس العالم مشوارا لافتا لنسور قرطاج بتحقيقه 7 انتصارات وتعادلا واحدا وتصدر المجموعة برصيد 22 نقطة حتى الآن.
وكان عدد من الجماهير ووسائل الإعلام في استقبال بعثة المنتخب لدى العودة إلى تونس أمس الثلاثاء، في حين اعتبر كثيرون أن التأهل لمونديال 2026 يحمل الكثير من الرسائل الإيجابية للكرة التونسية.
أزمة إدارية
وعاشت كرة القدم في تونس خلال العامين الماضيين على وقع أزمة إدارية ورياضية كبرى ألقت بظلالها على نتائج كل المنتخبات، إذ فشل المنتخب الأول في أمم أفريقيا 2024 في التأهل للدور الثاني، كما بلغ نهائيات النسخة المقبلة بصعوبة بالغة، وفي الوقت نفسه عجز منتخب “تحت 23 عاما” عن بلوغ أولمبياد باريس الصيف الماضي.
وإداريا، ألقت أزمة الفراغ التي شهدها الاتحاد بعد عزل رئيسه وديع الجريء واعتقاله بسبب شبهات فساد، بظلالها على الأوضاع الكروية في البلاد، مما أفرز صعود مجلس لتصريف الأعمال طوال 6 أشهر قبل انتخاب معز الناصري رئيسا جديدا للاتحاد في يناير/كانون الثاني 2025.
وأعاد التأهل لكأس العالم 2026 الأمل من جديد للكرة التونسية بالسير على طريق إنجاز مونديالي بالتأهل للمرة الأولى للدور الثاني وهو ما لم يتحقق في 6 مشاركات سابقة لنسور قرطاج.
واعتبر عضو اتحاد الكرة التونسي وسام اللطيف أن التأهل لم يكن سهلا بالمرة باعتبار أن منتخب غينيا الاستوائية كان يدافع عن آخر فرصة للاستمرار في السباق، وفضلا عن ذلك كان معززا بعاملي الأرض والجمهور، وفق قوله.
وقال اللطيف للجزيرة نت “لم يساورنا الشك في قدرات لاعبينا، تابعنا المباراة تحت ضغط كبير خصوصا في الدقائق الأخيرة وفزنا في نهاية المطاف بالمباراة الأهم في التصفيات، منتخب تونس كثيرا ما عاش مثل هذه الضغوط لأن لاعبيه يؤمنون بحظوظهم حتى النهاية”.
وأضاف عضو اتحاد الكرة أن “أجمل ما في هذا التأهل الصعب هو إيمان المجموعة بقدرتها على الفوز ورغبتها في إسعاد التونسيين”.
وستلعب تونس في الجولتين الأخيرتين أمام كل من ساو تومي وبرينسيب ثم ناميبيا لتعزيز صدارتها، والحفاظ على شباكها نظيفة طوال التصفيات وهو ما لم يحققه أي منتخب في تصفيات أفريقيا.
وخاضت تونس 8 مباريات أحرزت فيها 13 هدفا دون أن تهتز شباكها ولو في مناسبة واحدة.

إشادة عالمية بالتأهل السابع
من جانبه، يرى المدرب المساعد لمنتخب تونس حمادي الدو أن “الجهاز الفني واللاعبين لم يساورهم الشك في الخروج بورقة التأهل رغم الفترات الحرجة التي مر بها دفاع نسور قرطاج”.
وقال الدو للجزيرة نت “كنا على يقين وثقة كاملين بقدرتنا على ضمان مقعد التأهل للمونديال المقبل، الإرادة كانت قوية من جانب اللاعبين، نجحنا في التغييرات التي قمنا بها أثناء اللعب والتي آتت ثمارها وأثبتت أن المجموعة يسودها الانضباط والانسجام بدليل لقطة الهدف الحاسم”.
وعلى عكس آراء بعض الملاحظين، شدد المدرب المساعد على أن التأهل لم يكن صعبا خلال النسخة الحالية لتصفيات المونديال، وأضاف “الفوز على ليبيريا منحنا فارقا مريحا في الصدارة، فرصتنا في الصعود للنهائيات ظلت دوما قوية وعزيمة اللاعبين وراء تسجيل هدف تاريخي حسمنا به التأهل قبل جولتين من النهاية”.
وحظي تأهل تونس بإشادة عالمية إذ هنأ رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو منتخب نسور قرطاج ببلوغ النهائيات للمرة السابعة في تاريخ البطولة.
وقال إنفانتينو في مقطع فيديو نشره الاتحاد التونسي لكرة القدم على حساباته بمنصات التواصل “هنيئا للتونسيين بهذا التأهل، منتخبكم أعطى على الدوام نكهة خاصة لكأس العالم، أعلم أنكم شعب شغوف بكرة القدم ولكم لاعبون مميزون فازوا على فرنسا في كأس العالم قطر 2022 وحصدوا الإعجاب على غرار وهبي الخزري”.
وخلال النسخ الماضية، لم تكن طريق منتخب نسور قرطاج في التصفيات مفروشة بالورود بل شهدت الكثير من الإثارة واللحظات الصعبة، ففي مونديال قطر 2022 تأهلت تونس بعد الفوز على مالي بهدف من النيران الصديقة لمدافع الأخير.
وفي 2018 صعد رفاق فرجاني ساسي بعد تعادل بشق الأنفس أمام ليبيا في ملعب رادس الأولمبي، وفي 2006 عاشت الجماهير التونسية حالات من الأمل واليأس بعد مباراة مثيرة ضد المغرب (2ـ2) صعد في أعقابها منتخب تونس للنهائيات التي أقيمت في ألمانيا.
وسبق لتونس الوصول لكأس العالم في 6 مناسبات، دون اعتبار النسخة المقبلة، وذلك أعوام 1978 و1998 و2002 و2006 و2018 و2022 لكنها لم تنجح طوال مشوارها المونديالي في التأهل للدور الثاني.