• Home  
  • فيديو لصحفيين متخفين يفضح العقل المدبر لمجموعة خورخي الإسرائيلية
- تكنولوجيا

فيديو لصحفيين متخفين يفضح العقل المدبر لمجموعة خورخي الإسرائيلية

تال حنان عميل سابق في القوات الخاصة الإسرائيلية، يبلغ من العمر 50 عاما، ويعمل تحت اسم مستعار “خورخي” وقد اُتهم بالتلاعب بأكثر من 30 عملية انتخابية حول العالم باستخدام القرصنة والتخريب والتضليل الآلي على وسائل التواصل، وفقا لصحيفة غارديان.ويرأس حنان مجموعة قراصنة شديدة السرية تعرف باسم “فريق خورخي” والتي تدير عددا كبيرا من الحسابات الوهمية […]

تال حنان عميل سابق في القوات الخاصة الإسرائيلية، يبلغ من العمر 50 عاما، ويعمل تحت اسم مستعار “خورخي” وقد اُتهم بالتلاعب بأكثر من 30 عملية انتخابية حول العالم باستخدام القرصنة والتخريب والتضليل الآلي على وسائل التواصل، وفقا لصحيفة غارديان.ويرأس حنان مجموعة قراصنة شديدة السرية تعرف باسم “فريق خورخي” والتي تدير عددا كبيرا من الحسابات الوهمية على وسائل التواصل، وتقدم خدماتها في جميع أنحاء العالم، وتشمل هذه الخدمات التلاعب بالانتخابات ونشر معلومات مضللة والتخريب عبر الإنترنت.

وأظهر الفيديو -الذي صوره صحفيون متخفون- حنان وفريقه يشرحون طريقة حصولهم على معلومات حساسة لخصوم سياسيين، كما زعموا أنهم يستطيعون زرع مواد مزيفة في غرف الأخبار لتضخيمها باستخدام برامج حاسوبية خاصة.

وأفاد أعضاء “فريق خورخي” أنهم يقبلون أشكال دفع وعملات متنوعة بما في ذلك العملات المشفرة، وأن رسوم التدخل في الانتخابات تتراوح بين 6 و15 مليون يورو، وأكد حنان أن فريقه شارك في 33 انتخابا رئاسيا ونجح في 27 منها.

كيف أوقع الصحفيون المتخفون حنان؟

أواخر ديسمبر/كانون الأول 2022 وبينما “خورخي” يصافح اثنين من العملاء المحتملين، قال مازحا “هل رأيتم المكتوب على الباب؟ لا شيء. هذا هو نحن، نحن لا شيء” وقد كان يرتدي ملابس أنيقة وساعة فاخرة مستقبلا المستشارين الذين هم صحفيون متخفون.

ورغم أنهم أجروا 5 اجتماعات عبر الإنترنت سابقا، فقد كانت هذه المرة الأولى التي يرون فيها هذا الشخص الذي تواصلوا معه عبر “زوم” (Zoom) حيث كان يبقي كاميرته مغلقة في جميع مكالمات الفيديو السابقة.

وبدأ خورخي عرضا على شاشة مُعلقة، وكان العرض مشابها لما شاهده المستشارون خلال الاجتماعات، حيث ادعى خورخي أنه تمكن من التلاعب بأكثر من 20 حملة انتخابية حول العالم من خلال القرصنة ونشر المعلومات المضللة والخداع، ولكن ما لم يكن هو وفريقه يعرفونه أن عرضهم كان يُسجل سرا من قبل الصحفيين المتخفين.

وقد كانوا 3 صحفيين وهم غور ميجيدو من “ذا ماركر” وفريديريك ميتزيو من “راديو فرنسا” وعمر بنجاكوب من “هآرتس” وأوضحوا أنهم يتتبعون خورخي لأكثر من 6 أشهر، متظاهرين بأنهم مستشارون يعملون لصالح رجل أعمال يريد تأجيل انتخابات في دولة كبيرة وغير مستقرة في أفريقيا، وكانت هذه عملية سرية معقدة تهدف إلى تسليط الضوء على مقدمي المعلومات المضللة، وهي صناعة متزايدة تعمل في الخفاء.

وكان الصحفي الاستقصائي ميجيدو قد سمع عن شركة مشبوهة في مدينة موديعين الإسرائيلية، تعمل في مجال نشر المعلومات المضللة خلال الانتخابات، لكنه لم يكن يعرف اسمها، وأوضح أن جميع أفراد العملية يحافظون على سرية هويتهم.

وعلى الرغم من أن خورخي كان يعمل في الخفاء لأكثر من 20 عاما، مستخدما عدة حسابات بريد إلكتروني ورقم هاتف مسجلا في إندونيسيا للتواصل مع العملاء المحتملين، فإن الشخص الذي يقف وراء هذا الاسم المستعار تبين أنه حنان، رجل أعمال عادي في الخمسينيات من عمره، ولديه حسابات على “لينكد إن” وهو خبير في الأمن والمتفجرات وقد اُقتبس منه في صحيفة واشنطن بوست عام 2006، حسب غارديان.

ورغم كل ادعاءاته بمهاراته في الخداع والسرية، لم يكن خورخي يعتقد أنه قد يقع في فخ مُعد له تحت ستار الصحافة، وخلال عرضه ترك آثارا أدت إلى كشف هويته الحقيقية، إذ ورد اسم حنان في سيرته الذاتية على موقع شركة “نورييغا” (Noriega) الإلكتروني، بصفته الرئيس التنفيذي لشركة “ديمومان” (Demoman) ومقرها إسرائيل، تزعم أنها دربت وكالات الأمن والاستخبارات الأميركية والأوروبية، وقدمت إحاطات لأعضاء مجلس النواب الأميركي حول العبوات الناسفة وحرب المدن.

وقد أشار حساب حنان على “لينكد إن” إلى شركة تُدعى “سول إنرجي” (Sol Energy) تقع في كنسينغتون (ميريلاند) لذا عندما لاحظ الصحفيون المتخفون شعار هذه الشركة على سبورة بيضاء في المكتب العادي، شعروا بلحظة من الحماس.

يُذكر أن مجموعة الصحفيين التي حققت في فريق خورخي مراسلون من 30 وسيلة إعلامية، مثل “لو موند” و “دير شبيغل” و “إل باييس” وهذا المشروع جزء من تحقيق أوسع حول صناعة المعلومات المضللة، وقد تم تنسيقه بواسطة “فوربيدن ستوريز” (Forbidden Stories) وهي منظمة غير ربحية فرنسية تهدف إلى متابعة أعمال الصحفيين الذين تم اغتيالهم أو تهديدهم أو سجنهم.

خورخي يكشف إستراتيجياته في التضليل

أخبر خورخي الصحفيين المتخفين أن خدماته كانت متاحة لوكالات الاستخبارات والحملات السياسية والشركات الخاصة التي تسعى للتلاعب بالرأي العام سرا، وقال إنها استُخدمت في جميع أنحاء أفريقيا وأميركا الجنوبية والوسطى والولايات المتحدة وأوروبا.

وإحدى الخدمات الرئيسية لفريق خورخي هي حزمة برمجيات متطورة، تُعرف باسم “إيمز” (Aims) والتي توفر تحكما في عدد هائل من الحسابات الوهمية على منصات التواصل مثل “إكس” و “لينكد إن” و”فيسبوك” و”تليغرام” و”جيميل” و”إنستغرام” و”يوتيوب” حتى أن بعض الحسابات الوهمية تمتلك حسابات على “أمازون” وبطاقات ائتمان ومحافظ بيتكوين وحسابات على “إير بي إن بي” (Airbnb).

وخلال أكثر من 6 ساعات من الاجتماعات المسجلة سرا، تحدث خورخي وفريقه عن طريقة جمع المعلومات الاستخباراتية عن المنافسين، بما في ذلك استخدام تقنيات الاختراق للوصول إلى حسابات “جيميل” و”تليغرام”. كما تفاخروا بقدرتهم على نشر مواد في وسائل إعلام شرعية، والتي يتم تعزيزها لاحقاً بواسطة برنامج إدارة الروبوتات “إيمز”.

وبدت الكثير من إستراتيجيتهم تتمحور حول تعطيل أو تخريب حملات المنافسين، حيث ادعى الفريق أنهم أرسلوا لعبة جنسية إلى منزل أحد السياسيين عبر “أمازون” بهدف إعطاء زوجته انطباعا خاطئا بأنه كان يخونها.

وتثير الأساليب والتقنيات التي وصفها فريق خورخي تحديات جديدة لمنصات التكنولوجيا الكبرى، التي تكافح منذ سنوات لمنع الجهات الضارة من نشر الأكاذيب أو اختراق أمان منصاتها، كما أن وجود سوق خاصة عالمية للمعلومات المضللة تستهدف الانتخابات يثير القلق بالنسبة للديمقراطيات حول العالم.

وقد تُسبب فضيحة فريق خورخي إحراجا لإسرائيل التي تعرضت لضغوط دبلوماسية متزايدة في السنوات الأخيرة بسبب تصديرها أسلحة سيبرانية تُقوّض الديمقراطية وحقوق الإنسان.

كيف كشف الصحفيون أن حنان هو خورخي؟

بعد انتهاء اللقاء غادر الصحفيون المكتب ولكنهم لم يتمكنوا من حل السؤال الأهم “من هو خورخي؟” الذي كان له ارتباط بشخص آخر يُدعى تال حنان.

وفي البداية كان الصحفيون يشعرون بأنهم يقتربون من حل اللغز، لكنهم لم يتمكنوا من تحديد هوية خورخي بشكل قاطع، ولكن كان لديهم بعض الأدلة، بما في ذلك مصدر مجهول يربط خورخي بحنان، لكن لم يكن ذلك كافيا لكشف هويته الحقيقية.

وبدت فكرة أن يُجيب حنان على السؤال بنفسه مستبعدة للغاية، وعندما طُلب منه التعليق لاحقا لم يُجب عن الأسئلة وقال بكل بساطة “أُنكر أي مخالفات”.

ولأن الحقيقة لا بد أن تظهر في النهاية، فقد جاء الدليل القاطع من ادعاء خورخي خلال اجتماعهم معه، حيث أشار بشكل عابر إلى ارتباطه السابق بشركة “كامبريدج أناليتيكا” (Cambridge Analytica) الشهيرة، والتي كانت معروفة بعملها في تحليل البيانات.

وهذه الملاحظة كانت مفتاح حل اللغز، ففي رسائل مسربة من “كامبريدج أناليتيكا” كان هناك سؤال طرحه ألكسندر نيكس المدير التنفيذي للشركة حول اسم عائلة خورخي واسم شركته، وبعد يوم جاء الرد “تال حنان المدير التنفيذي لشركة ديمومان الدولية”.

علاقة تال حنان وشركة “كامبريدج أناليتيكا”

هناك مقولة تقول “الأشياء لا تحتاج بالضرورة إلى أن تكون صحيحة، طالما أنها تُصدق”. قد تظن أن هذه العبارة من وحي أحد فلاسفة العصر اليوناني ولكنها تعود في الأصل إلى ألكسندر نيكس الرئيس التنفيذي السابق لشركة “كامبريدج أناليتيكا”.

وعام 2018، كشفت فضيحة تحمل اسم الشركة عن كيفية حصولها على بيانات شخصية لحوالي 87 مليون مستخدم على فيسبوك بهدف التأثير على الناخبين على نطاق واسع، وكانت الشركة تقدم خدماتها في حوالي 60 دولة، بدءا من النظام الإيراني وصولا إلى شركة النفط الوطنية الماليزية، وقد اُتهمت بالتلاعب في العديد من الانتخابات، حيث ساهمت بفوز الرئيس دونالد ترامب بانتخابات 2016 وفي تصويت البريكست بإنجلترا، وعندما تصدرت هذه القضية عناوين الأخبار أصبح اسم “كامبريدج أناليتيكا” مرادفا للمعلومات المضللة على مستوى العالم.

ومع ذلك لم تُكشف جميع تفاصيل هذه الفضيحة بعد، إذ تمكن بعض المسؤولين الأكثر رعبا في هذا المجال من الاختباء في الظل، ومن بينهم خبراء قرصنة إسرائيليون غامضون، ووصفت المديرة السابقة للتطوير في الشركة بريتاني كايسر هؤلاء القراصنة بأنهم فريق مسؤول عما يعرف باسم “بحث المعارضة”.

وفي شهادات مجهولة نُشرت في الصحافة البريطانية عام 2018، وصف موظفون سابقون كيف اقتحم قراصنة إسرائيليون مكاتب الشركة حاملين أقراص “يو إس بي” (USB) تحتوي على رسائل بريد إلكتروني حساسة تعود لسياسيين.

ويظهر أن فضيحة “كامبريدج أناليتيكا” كشفت عن وجود هؤلاء القراصنة الغامضين وطرقهم في التضليل، ولكن حتى الآن لم تتمكن الصحافة من كشف هوية هؤلاء “الباحثين عن المعارضة” أو ربطهم بشركة معينة، ولكن عندما أشار نيكس إلى “عمليات إسرائيلية سرية” في بريد إلكتروني داخلي، لم يذكر اسما أو هوية معينة، بل أشار إلى لقب رئيس هذا الكيان السري للغاية “خورخي”.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678

أهم المشاركات