وكان الجيش السوداني قد أعلن تنفيذه ضربات استهدفت مواقع قوات الدعم السريع وحليفتها الحركة الشعبية – جناح الشمال، في منطقتي الفراقل والحاجز قرب مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان أمس الجمعة.
وفي ولاية شمال كردفان، أفاد مصدر في الجيش بإسقاط مضادات أرضية مسيّرتين تابعتين للدعم السريع فوق مدينة الأُبيّض عاصمة الولاية.
في المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على منطقة برنو الواقعة شرق مدينة كادوقلي عاصمة جنوب كردفان.
وأوضح الفلاحي -في تحليل عسكري للجزيرة- أن قوات الدعم السريع تمكنت من الانفتاح على جبهة قتال تتجاوز 200 كيلومتر، مستفيدة من دخول أسلحة نوعية جديدة، أبرزها الطائرات المسيرة المتطورة، مما وضع الجيش السوداني أمام تحديات لوجستية وعسكرية معقدة.
وأشار الخبير العسكري إلى أن السيطرة الأخيرة للدعم السريع على منطقة “برنو” تهدف إلى تشديد الخناق على مدينتي “كادقلي” و”الدلنج” المحاصرتين منذ عام 2023، موضحا أن المسافات الشاسعة بين المدن، منحت الدعم السريع قدرة على المناورة والانفتاح.
إذ تصل المسافة بين كادقلي والدلنج إلى 113 كيلومترا، ومن الدلنج إلى الأُبَيِّض إلى 137 كيلومترا، وهو الأمر الذي يهدد بسقوط كامل جنوب كردفان وانضمامها ميدانيا إلى غرب كردفان، وهو ما يضع مدينة الأُبَيِّض في دائرة الخطر المباشر، وفق الفلاحي.
تغيير موازين القوى
وفي تحليل للقدرات التسليحية، كشف العقيد الركن حاتم الفلاحي عن دخول طائرات مسيّرة من طراز “سي إتش-95” لدى قوات الدعم السريع، موضحا أن هذا النوع من المسيرات يتميز بقدرته على العمل في مناطق تفتقر إلى منصات الرادار التقليدية، حيث تعمل كأجهزة إرسال وهوائيات متنقلة تؤمن الاتصال بين مراكز التحكم والأهداف البعيدة.
وأكد أن امتلاك الدعم السريع لأكثر من 16 طائرة من هذا الطراز ساهم بشكل مباشر في ضرب أهداف إستراتيجية وتغيير موازين القوى على الأرض.
وعلى الجانب الآخر، شخّص الفلاحي التحديات التي تعترض الجيش السوداني في كونها تتعلق بـ”طول خطوط المواصلات”، وصعوبة إيصال الإمدادات العسكرية والطبية للمناطق المحاصرة التي تعتمد حاليا على الإنزال الجوي فقط.
كما حذر قوات الجيش السوداني من أن استمرار الإستراتيجية الدفاعية الحالية سيؤدي حتما إلى سقوط المدن المتبقية “بفعل عامل الوقت”.
واختتم الفلاحي تحليله بضرورة قيام الجيش السوداني بعملية حشد عسكري واسعة النطاق، واستخدام القوات النظامية لكسر الحصار عن كادقلي والدلنج، مؤكدا أن الحرب قد تستمر إلى ما لا نهاية ما لم يتم قطع شريان التغذية الرئيسي والأسلحة النوعية التي تصل إلى قوات الدعم السريع.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يشهد السودان حربا بين الجيش والدعم السريع أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص، وانتشار المجاعة على نطاق واسع.



