• Home  
  • الصحفي الشهيد محمد الكويفي.. آن أوان اللقاء مع أسرته في العلياء
- إعلام

الصحفي الشهيد محمد الكويفي.. آن أوان اللقاء مع أسرته في العلياء

سيمرّ عام وأسبوع بالتمام، على منشوره الذي نعى فيه زوجته إسلام وطفليه معتصم وصباح، لأول مرة، بعبارات غارقة في الحزن وألم الفراق، قبل أن يلحق بهم شهيدا. كتب الصحفي محمد الكويفي الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي -أمس الاثنين- لخيمة أقامها فوق سطح منزل عائلته بحي النصر غربي مدينة غزة، في منشوره آنذاك “الحقيقة أن الجسد […]

كتب الصحفي محمد الكويفي الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي -أمس الاثنين- لخيمة أقامها فوق سطح منزل عائلته بحي النصر غربي مدينة غزة، في منشوره آنذاك “الحقيقة أن الجسد والقلب تمزق، والحياة توقفت وخسرت كل شي، وفقدت أرواحا لا يمكن على الإطلاق نسيانها، أنا لست قويا ولا بطلا، أنا أبكي عليهم باستمرار”.

ثم توالت منشورات الكويفي، صاحب السيرة الزاخرة بالإنجازات المهنية والأكاديمية، يصف فيها عذاباته من فرط شوقه إلى أسرته الصغيرة، إلى أن قضى شهيدا، لتنتشر قصته بكثافة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وينعاه محبون كثر، سجلوا معه ذكريات طيبة، ووثقوا خلالها مناقبه الحميدة.

ويقول محمد أبو الزعانين، أحد أصدقاء الشهيد “يترجل محمد شهيدا ويحقق ما تمنى، فلم تدم له الحياة بدون أسرته لحظة واحدة”، فيما يكثف الكاتب أحمد أبو ارتيمة العبارات ويقول “لحق محمد اليوم بزوجته وطفليه بعد عام ونصف من الشوق الذي لا يطاق.. وقد تأتي رحمة الله على هيئة رحيل من هذه الدنيا”.

ولد الشهيد أبو المعتصم، وتلك كنيته، قبل 37 عاما، درس الصحافة، وكان لديه اهتمام خاص بالتعليم، فواصل حتى نال شهادة الماجستير في الإدارة وقيادة الإعلام، واجتاز مجموعة من الدورات التدريبية المتخصصة، حتى صار مدربا ومحاضرا جامعيا.

وعمل الشهيد، في قناة الأقصى، ووكالتَي شهاب وصفا، كمنتج للتقارير والأفلام الوثائقية، ومخرج كذلك للبرامج ونشرات الأخبار، كما عمل على نحو مستقل مع قائمة من كبرى القنوات التلفزيونية والمؤسسات الإعلامية الدولية.

وحول هذا الجانب، كتب أبو الزعانين “أبو المعتصم، الذي تعرفه ميادين الخير والصلاح، كان دائما شغوفا وصاحب رسالة سامية، رجلا تعلق قلبه بالمساجد، مجتهدا في عمله بين حياته المهنية والأكاديمية”.

وفقد الكويفي أسرته وفق مصادر محلية في 3 يوليو/تموز 2024 إثر قصف إسرائيلي لشقته في حي التفاح شرق مدينة غزة، وأصيب آنذاك مع ابنته زينة، التي بقيت له، وأمست وحيدة بعد رحيل والدها وأسرتها من قبل.

وكتب محمد مخاطبا زوجته قبل نحو 10 أيام من استشهاده “عزيزتي.. زينة، طفلتنا الناجية، كلما نظرت إليها كأن صاروخا انفجر في قلبي، كيف لهذا الملاك أن يعيش بلا أم، كيف أشرح لهذا القلب الصغير أن الحرب أخذت أمه؟!”.

لكن، ورغم تأثره الشديد بفقد أسرته، يُعد الشهيد من الصحفيين المثابرين بنقل معاناة الناس في القطاع، وتوثيق الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية، إذ واصل عمله حتى موعد استشهاده.

وقتلت إسرائيل حتى اليوم، 251 صحفيا، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.

ورغم الصدمة التي كان يبديها العالم إزاء مقتلة الصحفيين غير المسبوقة وفق تقدير هيئات صحفية عالمية، لم تتراجع إسرائيل عن استهداف الصحفيين الفلسطينيين، الذين يواصلون نقل الصورة، مجردين من أي حماية، من المفترض أنها مكفولة لهم بموجب القوانين الدولية.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678